الأربعاء 15 أكتوبر 2025 الموافق 23 ربيع الثاني 1447

مجرد رأي…بيانات الوزارة وأين الحقيقة؟

1270
المستقبل اليوم

المتابع للتغييرات في السياسة الإعلامية لوزارة البترول يجب أن يكون منصفاً في أن هناك محاولات جادة بالفعل لخلق شكل إعلامي جديد لمخاطبة العاملين بالقطاع بكافة الأحداث التي يمر بها القطاع، وخاصة فيما يتعلق بنشاط الوزير. شكل البيانات ومضمونها ومساحتها أصبحت أكثر لياقة ومرونة، وتتجه إلى صلب الموضوع مباشرةً بدون تطويل لغوي يفقد البيان قوته وتأثيره ويمنع الاستمرار في قراءته.

وحديثنا اليوم يأتي على خلفية إصدار جديد من البيانات تحت عنوان «حصاد الأسبوع»، وهنا تكمن الملاحظة والبحث عن حقيقة التجديد الفعلي.

أولها أن بيان الحصاد هو مجرد تجميع للبيانات الصادرة خلال الأسبوع مع ترتيبها زمنياً، وهذا يجعله طويلاً وغير قابل للقراءة لأن المتابع قرأها بالفعل سابقاً. وكان يجب تلخيص كل حدث في نقاط محددة لا تزيد عن ثلاثة أسطر فقط.

الثاني، وهذا الأهم، أن حصاد الأسبوع لا يجب أن يقف عند نشاط الوزير فقط، ولكن يجب أن يخاطب الرأي العام أولاً وجهات الدولة التي تتابع نشاط كل القطاعات. بمعنى آخر، يجب أن يشمل تقرير الحصاد معدلات استهلاك الوقود بكل أنواعه خلال الأسبوع، وكذلك متوسط كميات الخام المكرر، والغاز المستهلك في الكهرباء والقطاعات الصناعية، وكذلك خرائط تفاعلية لكل الخدمات التي يقدمها قطاع البترول في المناطق السياحية والمدن الكبرى والطرق السريعة.

إظهار هذه الأرقام في رسوم بيانية بسيطة يسهل قراءتها باستخدام تطبيق بسيط للذكاء الاصطناعي سيوضح للعامة والإعلام الخارجي وجهات المتابعة معدلات الاستهلاك الفائقة، والجهد المبذول لتغطيته وتوفير تلك الاحتياجات، مع توضيح أسعار الخام في السوق العالمي بالطبع، لأننا وبكل وضوح من كبار المستوردين.

للأسف، المعلومات عن قطاع البترول لدى عامة الناس ضعيفة جداً، وتحصد امتعاضاً واسعاً مع كل زيادة في أسعار المحروقات. ولا تتعدى معلوماته حدود تكلفة تموين سيارته أو تكرار تعبير باهت أنه قاطرة التنمية لدى بعض أدعياء التخصص، ولا أدري عن أي قاطرة يتحدثون.

شكل البيانات المقترح سيخلق أسلوباً جديداً للتعامل مع قطاع البترول، ويكون مرجعية لدى البرامج الإعلامية، ويظهر تعبير جديد هو: «حسب بيانات وزارة البترول». هذا هو نمط التعامل في الدول الكبرى التي تعلن عن بيانات الاحتياطي والمخزونات والاستهلاك بصورة أسبوعية، حتى تكون دليلاً في البورصة والأنشطة الصناعية وشركات الإنتاج الكبرى.

البترول أحد أهم مرافق الدولة الاستراتيجية بعيداً عن أحاديث القاطرة، ومن حق الناس أن تعرف عنه أكثر، وتدرك حجم الاستهلاك الرهيب لشعب قوامه 120 مليون يعيشون على أرضه، وحجم الإنفاق الهائل لتدبير تلك الاحتياجات. بهذا فقط يكون للبيانات قوتها وقدرتها على تغيير المفهوم السائد بأن البترول وعامليه يعيشون في كوكب آخر بعيداً عن معاناة الشعب




تم نسخ الرابط