قراءة في الحركة الإدارية ولماذا هذه الشركات الآن؟

حركة مديري الشئون الإدارية التي صدرت أمس لعدد محدود من الشركات لها مدلول واضح، وهو أن هناك تدابير تُتخذ تجاه أوضاع العمل في الشركات بصفة عامة، وكذلك تحديد المسئوليات فيما أُسند لبعض رؤساء الشركات الذين تم الإطاحة بهم بعد وقائع أقل ما توصف به أنها “مخزية”.
وإذا نظرنا بإمعان إلى الشركات التي تضمنتها هذه الحركة، نجد حركة تبادلية بين مديري الشئون الإدارية في شركتي عجيبة وجابكو، وكلا الشركتين من المؤثرين في القطاع، وكل ما يحدث في أروقتهما يكون له انعكاس واضح على الساحة.
وتُعد جابكو مجتمعاً عمالياً كبيراً يتطلب نوعية خاصة من الإدارة، ولا يمكن أن تصبح الشركة ساحة للتناحر بين بعض العاملين والنقابيين، خاصة أنها تزخر بالكثير من التحقيقات التي تُجرى داخلها على خلفية شكاوى متبادلة واتهامات واستغلال النفوذ، وادعاءات بوجود مخالفات في بعض المزايا العينية المخصصة للمتقاعدين. وكان من الواجب أن تتدخل إدارة الأمن بشكل فاعل ومؤثر لضبط هذه التصرفات ووضع الأمور في نصابها الصحيح.
ويبدو أن هناك توجهاً لتغيير نظام التعامل الإداري بشكل كامل، وبنمط مختلف، وبشخصيات تمتلك أدوات وخبرة عملية في شركات كبرى، إلى جانب مؤهلات ذات طابع متقدم، وهو ما تحتاجه هذه الشركة الكبيرة بالفعل في هذه الأيام.
وبالمثل، فإن وجود مدير إداري جديد بشركة عجيبة يمتلك خبرات لا يُستهان بها، يبدو كمقدمة وإرهاصات لتغييرات محتملة قريبة في رئاسة تلك الشركة، ضمن حركة مرتقبة لرؤساء الشركات خلال الفترة المقبلة.
أما المدير الإداري الجديد لشركة العلمين، فيأتي على خلفية أحداث وتحقيقات كبيرة شهدتها الشركة أدت إلى الإطاحة برئيسها السابق، ويبدو أن رئيسها الجديد في حاجة إلى تغيير جذري في كافة الإدارات المعنية، خاصة تلك التي كانت في معترك الأحداث الماضية. ومن المعروف أن شركة ثروة تخطط لبرنامج عمل طموح بهذه الشركة، ويأتي تغيير المدير الإداري كمقدمة يجب أن تتبعها تغييرات حتمية في إدارات المالية والمهمات والمراجعة الداخلية، وبشكل سريع، لتستعيد الشركة عافيتها.
أما نقل المدير الإداري إلى شركة الفنار، فهو إعلان رسمي بتصفية شركة الفنار للبترول ونقل العديد من العاملين بها إلى شركة جابكو.
وفي الختام، تأتي شركة بتروسنان، حيث كان المنصب شاغراً بعد خروج المديرة السابقة للتقاعد، ليتم تصعيد أحد كوادر شئون العاملين بشركة بتروسيله لتولي منصب المدير الإداري بها.
ورغم أن الحركة محدودة، إلا أنها تُثبت وجود عينٍ متيقظة لما يحدث في الشركات، وقدرة حقيقية على معالجة الأمور وسد الثغرات بشكل مباشر وسريع، وهو ما تتطلبه المرحلة القادمة بالفعل.
#المستقبل_البترولي