شخصيات: صلاح جابر..قائد التطوير في شركات البترول
لا يمكن لأي متابع من داخل القطاع ، وخاصة في المجتمع البترولي السكندري، أن يغفل الدور الكبير الذي بذله وما زال يبذله المهندس صلاح جابر في كل موقع تولّى مسؤوليته. فمنذ بداياته الأولى وحتى اليوم، ترك الرجل بصمات واضحة في كل شركة مرّ بها، ليصبح نموذجاً حقيقياً للقيادة المكافحة والمهنية التي تعمل في صمت وتترك الأثر بالفعل لا بالقول.
برز اسم المهندس صلاح جابر بقوة خلال رئاسته لشركة إنربك، حيث استطاع أن يقود منظومة التطوير الداخلي في الإنتاج والجودة والسلامة والتشغيل، مقدماً نموذجاً في الإدارة المتوازنة بين الانضباط الفني والمرونة في التعامل مع العنصر البشري. وقد شهدت الشركة في عهده طفرة في الأداء، انعكست في ارتفاع معدلات الإنتاج وتحسين بيئة العمل وتطوير الكوادر الشابة.
كانت شركة ميدور محطة مهمة في مسيرة المهندس صلاح جابر، بل يمكن وصفها بأنها واحدة من أهم مراحل حياته المهنية. فقد تولّى رئاستها في فترة دقيقة وحساسة، وكان على رأس مشروع التوسعات الكبرى الذي يُعد من أضخم مشروعات التكرير في تاريخ مصر الحديث.
بإدارته المتزنة ورؤيته الواقعية، استطاع أن يقود فريق العمل نحو إنجاز نسب تنفيذ غير مسبوقة، وأن يضع ميدور في مكانتها التي تستحقها كصرح تكريري عالمي الطراز. كما أولى اهتماماً خاصاً بـ تحسين واجهة الشركة ومظهرها الحضاري، فبدت ميدور في عهده أكثر حداثة وتنظيماً، إلى جانب ما تحقق من تطوير إداري وفني شامل، ربما لم يمهله القرار في أن يكمل ما بدأ ، ليخلفه الدكتور عمرو لطفي في رئاسة ميدور ، ويكمل على ما بدأه السابقون .
حين صدر القرار بتكليف المهندس صلاح جابر برئاسة شركة إكبا (الإسكندرية للإضافات البترولية )، بدا الأمر للبعض وكأنه انتقال صعب بعد تجربة ميدور الثرية، غير أن الرجل كعادته لم يتوقف عند حدود المقارنة، بل تعامل مع الموقع الجديد باعتباره تحدياً جديداً ورسالة أخرى لخدمة القطاع.وخلال أشهر قليلة، نجح في بث روح العمل والحماس داخل الشركة، مطلقاً حملة تطوير شاملة استهدفت تحديث الوحدات الإنتاجية، وتحسين بيئة العمل، ورفع كفاءة المنتجات والمعدات والعاملين على السواء، وها هي أكبا تشهد موسم الهد والبناء .
ربما ما يميز المهندس صلاح جابر ليس فقط خبرته الفنية العميقة، بل أسلوبه القيادي الصارم أحياناً والهادئ أحياناً أخرى، و الذي يجمع بين الحزم والحكمة. فهو من القادة الذين يؤمنون بأن التنمية الحقيقية لا تتحقق إلا عبر الإنسان، لذلك يولي اهتماماً خاصاً بتأهيل العاملين ودعم الشباب وتمكين الكفاءات داخل منظومته.
من إنربك إلى ميدور، ومن ميدور إلى إكبا، يثبت المهندس صلاح جابر أن القيادة ليست موقعاً بل فكر ونهج واستمرارية في العطاء. لم يتوقف أمام التحديات أو التغييرات، بل حولها إلى فرص للنجاح والتميز.ولذلك، فإن اسمه اليوم يُذكر في الأوساط البترولية بكل تقدير واحترام، كأحد القيادات التي تؤمن بأن التطوير واجب، والعمل عبادة، والإنجاز الحقيقي هو ما يتحدث عن صاحبه دون أن يتحدث هو عن نفسه.
#المستقبل_البترولي