السبت 15 نوفمبر 2025 الموافق 24 جمادى الأولى 1447

خالدة..وعيد البترول وتقرير خطير

1650
المستقبل اليوم

تأتي مناسبة عيد البترول هذا العام على خلفية الكثير من التداعيات والأحداث التي تجعلها مناسبة ذات معانٍ متعددة، كما أن مخرجاتها ستكون خريطة طريق للعمل في المستقبل.

اختيار حقل السلام في شركة خالدة له مدلول واضح تأكيد، فشركة خالدة تمثل البوابة الرئيسية لإنتاج الزيت الخام، وتُعد العامل الرئيسي والمهم في معادلة الإنتاج الصعبة، ويتزامن توقيت هذا العيد مع صدور تقرير عن العربية بيزنس يوضح أن إنتاج الزيت الخام في مصر يحقق أدنى مستوياته خلال الأشهر الثمانية الماضية، بمتوسط 505 آلاف برميل يومياً شاملاً إنتاج المتكثفات أو الخام الخفيف.

ستكون شركة خالدة، وكذلك هذا التقرير، حاضرين بقوة في مشهد هذا العام، فلا نستطيع إهمال تقارير تناقص الإنتاج، كما لا يمكن إغفال الجهود الحثيثة التي بُذلت والتعديلات الكثيرة التي حدثت في الاتفاقيات والالتزامات والأسعار ونسب الاسترداد، بهدف تحفيز عمليات الاستكشاف والتنمية، كل هذا من المفترض أن يكون له مردود على المدى القصير والبعيد، وأن تكون مخرجاته واضحةً بقوة خلال هذا الاحتفال.

وإذا كانت خالدة، بحكم ما تمتلكه من مساحات تنمية شاسعة وبنية تحتية هائلة، تتحمل مسئولية كبيرة في النهوض بالإنتاج الوطني ـ تماماً كما تتحمل أرامكو في السعودية مسئوليتها ـ فإن الجميع ينتظر أن يرى خلال هذا الاحتفال خطة متكاملة لزيادة وتيرة العمل. كما أن على الشركة أن توضح معاملات كثافة الآبار في مناطقها المختلفة، أي عدد الآبار مقسوماً على المساحة الكلية لكل منطقة، لتحديد المناطق التي تحتاج إلى تدخل عاجل وزيادة آبار التنمية فيها.

وإذا كان هذا هو دور خالدة، فإن علينا كذلك التشديد على أهمية دور جابكو التي لم يصدر عنها مؤخراً أي أخبار تتعلق بزيادة الإنتاج، وكذلك دور بتروبل وعجيبة وبدر الدين، وهي شركات تتحمل جميعها مسئولية أساسية في هذه المهمة الصعبة التي تتطلب تكاتفاً كاملاً لعودة معدلات الإنتاج إلى مستوياتها الطبيعية.

لا يمكن بأي حال الاستمرار في دفع فاتورة استيراد مرتفعة كما حدث خلال هذا العام، خاصة في ظل التزامات مالية كبيرة جداً على الدولة خلال عام 2026 تصل إلى 50 مليار دولار بحسب التقارير الاقتصادية العالمية. الوضع لم يعد يحتمل البيانات والتصريحات، بل يتطلب العمل الشاق ودفع عجلة الإنتاج بقوة للأمام، مع تحديد أهداف واضحة أمام كل شركة، ومحاسبة قياداتها بشكل مباشر عن تحقيق هذه الأهداف.

الأرقام واضحة، والتحديات جلية، والمصارحة واجبة، والتعليمات كذلك نافذة.

هذا العيد ليس كسابقه من المناسبات، بل سيكون علامة فارقة في العمل البترولي، ويجب الإعداد له جيداً وأن يكون على مستوى التحديات والأحداث. وإلا فإن حديثنا اليوم قد يأتي بعد فوات الأوان.

المستقبل البترولي




تم نسخ الرابط