انتبهوا أيها السادة قبل أن تبدأ الاحتفالات بالعيد ال50
ظل هذا النداء تعبيرًا عن صرخة تحذير من تغيّرات اجتماعية وسياسية أصابت المجتمع، جسّده فيلم سينمائي بنفس الاسم للقدير محمود ياسين عام 1980. ومنذ ذلك الوقت أصبح هذا النداء تنبيهًا لكل من يقوم على شؤون العمل العام وكذلك طبقات المجتمع المختلفة.
وعندما نرى أن هناك ما يدعو إلى إطلاق مثل هذا النداء فإن المشهد الحالي يحتم ذلك، وخاصة فيما يهم المجتمع البترولي والعاملين فيه وهم يذهبون اليوم للاحتفال بيومهم.
الجميع عليه أن يدرك مدى الصعوبات والأزمة التي يمر بها القطاع، وأن تحقيق كافة المطالب الشخصية والفئوية ربما يكون قاصمة لظهر اقتصاد هذا القطاع، وأن التدرج في تحقيق المطالب المشروعة يجب أن يكون السياسة الحاكمة.
عليهم أن يدركوا أن هناك أزمة اجتماعية خانقة تمر ببعض العاملين فيه، وأن هناك تباينًا واضحًا في المطالب والاحتياجات؛ فهناك من يطالب بالحد الأدنى للمعيشة، وهناك من يطالب بتحسين جودة حياته، وكلاهما حق مشروع.
علينا ألا نتناسى أن إنتاج البلاد من البترول والغاز لا يفي إلا بنصف احتياجاتها، وأن تكلفة الاستيراد باهظة بالعملة الصعبة.
علينا أن ندرك التفاوت في الدخول بين العاملين بالقطاع، وأن هذا الوضع يجب أن يُعاد ترتيبه كجزء أصيل من إعادة الهيكلة.
علينا أن ننتبه إلى هجرة الشباب والخبرات بالشكل الذي يجرّف القطاع من كل إمكانياته الفنية ويضعه في موقف صعب.
علينا أن نتذكر القادة العظام الذين كان لهم مآثر في قطاع البترول، بداية من الراحل العظيم الرئيس السادات وصولًا إلى رئيس الدولة عبد الفتاح السيسي الذي يساند القطاع بكل قوة، وكان حقل ظهر أحد الثمار اليانعة لجهوده، وهو ما يجب علينا الإشادة به وإظهاره بالشكل الذي يليق بهذا الجهد الكبير.
علينا أن نتذكر شهداء العمل ولقمة العيش الشريف، شهداءنا الذين راحوا ضحية حوادث العمل، وأن نقف بكل احترام لهم ولذكراهم في بداية كل احتفال.
علينا أن نتذكر آباء يعانون قلة الحيلة وصعوبة العلاج، وأن علينا أن نقدرهم بعد أن أعطوا حياتهم لهذا القطاع.
علينا أن نتذكر إنجازات كبيرة قامت عليها شركاتنا الكبرى، وأخص بتروجت وغاز مصر وتاون جاس، وغيرهم فجميعهم يستحقون كل تقدير واحترام، وأن نرفع من أسهم واسمهم إلى عنان السماء، فهم الأمل القادم.
علينا أن نقدر أن الوزير، وإن كان حديث العهد بقطاع البترول الرسمي، إلا أنه يحاول إرضاء الجميع، فلا يجب الضغط عليه بالمزيد، لأن لكل مسؤول حدودًا لا يستطيع تخطيها، وهذا شأن العمل السياسي.
انتبهوا أيها السادة.. هناك الكثير والكثير مما يجب علينا تذكره ودراسته، أكبر بكثير من تحقيق المطالب المادية.
قطاع البترول جزء من نسيج هذا البلد، يجب أن يبقى قويًا متعافيًا، مؤديًا لواجبه الوطني، قدوة في العطاء والالتزام واحترام القانون، وبذلك يكون للاحتفال معنى وهدف.
وكل سنة وأنتم جميعًا طيبون.
المستقبل البترولي
⸻