الثلاثاء 25 نوفمبر 2025 الموافق 04 جمادى الثانية 1447

مجرد رأي: هل يعلم قيادات الثروة المعدنية ما يجري من حولهم؟

211
المستقبل اليوم

تداعيات الاقتصاد العالمي لا بد أن تؤثر على جميع الأسواق في مختلف البلدان، ونحن لسنا بمعزل عنها. ويأتي الذهب وأسعاره وتداوله على رأس السلع التي لها تأثير قوي ومباشر على حركة الاقتصاد العالمي. وعندما نلاحظ الطفرات في سعر الذهب بالسوق المحلي، لا بد أن نتوقف عند هذه الأسعار الخيالية التي وصلت بسعر الجنيه الذهبي إلى ما يقارب ٤٥ ألف جنيه، أو حوالي ٣٥٠٠ ريال سعودي. وهذه الأسعار تدل على تحول غريب نحو الاتجاه العالمي للاحتفاظ برصيد ذهبي تحسباً لتقلبات ما هو قادم.

ولكن… ما هو القادم الذي يجعل الأسعار تحلّق عند هذا المستوى؟
الإجابة ببساطة: إن الفيدرالي الأمريكي يدرس الآن إعادة تسعير ما يملكه من احتياطي ذهبي للتغلب على مشكلة الدين العام الأمريكي الذي وصل إلى ٣٧ تريليون دولار، وهو رقم مخيف ينذر بعواقب وخيمة. وتصل المستويات المتوقعه لإعادة التسعير إلى ٥٥ ألف دولار لسعر الأونصة لجعل الرصيد الذهبي مساوياً لقيمة الدين، وهو ما سيجعل الأسعار العالمية تطير بشكل مذهل وغير محتمل.

عملية إعادة التسعير جعلت البنوك المركزية العالمية تتجه إلى زيادة مخزونها من الذهب بعشرات الأطنان، وجاء البنك المركزي المصري ضمن هذه البنوك بإجمالي ١.٨ طن قام بشرائها. لكن التقرير أشار إلى أن ما اشتراه البنك المركزي المصري جاء من خارج النشاط التعديني في البلاد، وهي ملحوظة جديرة بالاهتمام يبرز منها سؤال هام: أين إنتاج الذهب المصري؟ وكم تبلغ كميته الآن؟

كان اهتمام رئيس الجمهورية في مكانه، لأنه كان يدرك أن هناك تقلبات حادة ستحدث وعواصف قادمة من السوق الأمريكية. وكانت كل الشواهد تؤكد اتجاه المستثمرين الكبار والبنوك المركزية إلى محفظة الذهب كإجراء وقائي ضد تقلبات السوق الحادة في أسعار العملات الرئيسية.

كل هذه الأحداث وأكثر يجب أن تكون تحت نظر المختصين في الثروة المعدنية للتعامل معها كما ينبغي، وأن يستعدوا مبكراً لمثل هذه التقلبات، وخاصة في شروط الاتفاقيات الجديدة للبحث والتنقيب عن الذهب، وأن يستوعبوا التغيرات الكبيرة في أسعار المعدن. يجب أن تكون الثروة المعدنية داعماً للبنك المركزي في الأيام القادمة، وأن يزيد إنتاج الذهب الوطني لتأمين محفظة البنك والعمله المصرية من المخاطر المتوقعة قريباً.

إعادة التسعير الأمريكية ستخلق جواً من عدم الاستقرار حتى وإن لم تلتزم بالحدود القصوى لسعر الأونصة، لأن كل ارتفاع في سعر الاحتياطي الذهبي سيؤثر بشكل كبير على مستويات أسعار كافة السلع.

إن الأيام تثبت أهمية الثروة المعدنية كجزء رئيسي في دعم الاقتصاد الوطني، وها قد حان الوقت لإثبات قدرتكم على مساندة هذه البلاد بعد أن تحققت لكم كل ما ترغبون فيه من تعديلات تشريعية وغيرها، لتحققوا انطلاقة مؤثرة. ولعلنا نسمع قريباً عن توريد الذهب للبنك المركزي من الثروة المعدنية.والسلام،،

#سقراط




تم نسخ الرابط