مجرد رأي: المراجعة الداخلية والحلم المستحيل
كانت ولازالت المراجعة الداخلية مهنة البحث عن المتاعب فدائماً ماتقع إدارة المراجعة الداخلية والعاملين بها في بعض الشركات دون تعميم بين مطرقة الادارة العليا وسندان الأداء المهني الواجب ، بين مراعاة معايير المهنية والحفاظ على العلاقات الطيبة بزملاء العمل ليصبح النتاج الأخير تقارير خاليه من مضمونها.
هل سيأتي يومٌ يتمتع فيه المراجع بالاستقلالية المنصوص عليها بمعايير المراجعة المصرية والدولية دون قيود؟ وهل سيأتي يومٌ يتحول فيه المراجع الي شريك نجاح بالشركه دون إقصاء؟ وهل سيأتي يومٌ يتفهم فيه العاملين الدور الحقيقي للمراجعة الداخليةدون تهميش؟
إن المراجعة الداخلية هي حائط الصد الأول للشركة تعمل علي إظهار نقاط الضعف التي تستوجب المعالجة بشكل ينتج عنه دورة مستندية ورقابة داخلية محكمه ، والمراجعة بشقيها الداخلية والخارجية مهنةٌ لها ميثاق شرفٍ كانت وستظل شريكاً ينتظر الاستقلالية والدعم والتطوير دون إقصاء أو تهميش..
وستظل العقبة قائمة في الشركات بين المراجعة الداخلية والإدارات الفنية حيث يعتقد الفنيون أن قياس نجاحهم مرهوناً فقط بزيادة الإنتاج أو الانتهاء من المشروعات أو اكتشاف بئراً جديداً هنا أو هناك وإن كان هذا صحيحاً ،إلا أن هذه النجاحات مرهونة أيضاً بصحة الإجراءات وهنا يأتي دور المراجعة الداخلية للتحول من دور الشرطي لتكون شريكاً في هذه النجاحات من خلال التحقق من صحة الإجراءات وجودة أداء الأعمال ولايوجد سبيل لذلك إلا من خلال الفهم الكامل لدور المراجعة الداخلية ومن ثم توفير المستندات اللازمه للتحقق مما سبق والإقرار بصحته.
ولا أعلم لماذا لا تتضمن التقارير السنويه للشركات باباً للمراجعة الداخلية رغم اهميتها ؟ لماذا لا تتضمن الخطه الخمسيه لمعظم الشركات أي شيئ عن المراجعة الداخلية؟ ولماذا الإصرار علي تهميش وتقزيم دور المراجعة الداخلية في بعض الشركات؟
إن قطاع البترول المصري من جانبه لايبخل في منح العاملين بالمراجعة الداخلية دورات تدريبية متخصصة علي أعلي مستوي ويتحمل مقابل ذلك تكاليف باهظة ويفترض أن يعود ذلك بالنفع علي القطاع ، إلا أن التدريب يجب أيضاً أن يطال العاملين بباقي إدارات الشركات للتعريف بمعنى المراجعة وأهدافها ودورها الحقيقي في تحقيق رسالة ورؤية وخطة الشركة طويلة وقصيرة المدى.
وفي ظل توجهات الدوله للحوكمه ومكافحة الفساد وفي ظل القيادة الحكيمه للمهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية حان الوقت لإحداث ثورة في أداء المراجعة الداخلية بشركات القطاع ومنحها الاستقلالية التامة المنشودة وتغيير مفاهيم العاملين عنها والإيمان بدورها في رفعة الشركة وتحقيق اهدافها خاصة في ظل وجود نخبة من أفضل وأكفأ العاملين بالمراجعة الداخلية بقطاع البترول المصري فهم حقاً اساتذه سبقونا لازال علمهم باقٍ ننهل منه ونذكرهم بالخير وبعضهم موجود الآن علي رأس عمله فهم لايبخلون بأي جهد لإعدادِ جيلاً من المراجعين الأكفاء يحقق الاستمرارية والاستدامة في مهنة المراجعة داخل القطاع.
ولاننسي هنا أيضاً اساتذه أفاضل لنا بجهات الرقابة الخارجية كالجهاز المركزي للمحاسبات فهم لايبخلون بثمة معلومه أو نصيحة أواستشارة لدعم وتمكين أفراد المراجعة الداخلية بالشركات حتي الآن .والسلام .
#سقراط