توقعات الفيدرالي "المؤلمة" تزلزل البورصات العالمية..
توقعات الفيدرالي "المؤلمة" تزلزل البورصات العالمية..
شهدت أسواق المال العالمية تراجعا حادا في نهاية الأسبوع الرابع من شهر أغسطس الجاري بعد أن أكد رئيس المركزي الأمريكي جيروم باول في خطابه الأخير بجاكسون هول أنهم سيمضون في رفع أسعار الفائدة لكبح المزيد من معدلات التضخم المتسارعة.
وعالميا، هبط مؤشر "داو جونز" الصناعي بنهاية تعاملات الأسبوع الماضي بنسبة 4.2%، كما تراجع مؤشر "ستاندرد آند بورز 500" بنحو 4% وذلك بعد أن سجل أسوأ أداء يومي له منذ منتصف يونيو الماضي. وانخفض في تلك الفترة مؤشر "ناسداك" المدرج به أسهم كبرى شركات التكنولوجيا 4.4%. وانخفض مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي بنسبة 2.5%.
وأتى الهبوط العنيف بالبورصات العالمية بعد ما توقع رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في خطاب جاكسون هول أن يواصل البنك المركزي رفع أسعار الفائدة حتى وإن تسبب ببعض الألم للاقتصاد الأمريكي وذلك بهدف مقاومة التضخم الذي لا يزال يقترب من أعلى مستوياته منذ أكثر من 40 عاماً.
ومن جانبه، قال أحمد سعد مدير الإستثمار بشركة جدوي لتداول الاوراق المالية، إن تصريحات باول أثرت بشكل حاد على الاسواق العالمية بشكل عام وعلى مؤشر ناسداك الأمريكي بشكل خاص لانه يضم أسهم كبرى شركات التكنولوجيا كألفا بيت الأمريكية وغيرها من تلك الشركات الكبرى بذات المجال، مشيرا إلى أن هناك تقارير اقتصادية تعتبر هي المحرك الأبرز للأسواق العالمية في الفترة المقبلة ولأداء الدولار الذي يستهدف مستوى 113 نقطة وهي تقرير التضخم مؤشر اسعار المستهلكين وتقرير البطاله والذين سيصدران يوم الجمعه المقبلة.
ولفت إلى أن ارتفاع الدولار وزيادة عوائد سندات الخزانه الامريكيه دفعا الذهب إلى استمرار حالة ضعفه ومن ثم تراجعه بنهاية تعاملات الأسبوع بنسبة 1.2% بالغا 1737 دولار للأونصة الواحدة.
ويقول الخبير المالي، طاهر مرسي، إن رئيس المركزي الأمريكي أرسل رسالة قاطعة للأسواق بشأن عزم الفيدرالي الاستمرار في تشديد السياسة النقدية حتى القضاء على التضخم المفرط، مشيرا إلى أنه رغم تأثر أسواق الأسهم بشدة إلى إنه من المرجح أن يفتح باب التوقعات المتفالة بإمكانية ثبات أو تخفيض حجم أسعار رفع الفائدة في الاجتماع القادم في ظل إرجاء ذلك لمستجدات البيانات الاقتصادية حتى اجتماع اللجنة الفيدرالية القادم في شهر سبتمبر.
وتوقع أن تشهد أسواق الأسهم ارتفاعات حذرة الأسبوع المقبل مع الترجيحات بتوسعها مع صدور بيانات اقتصادية إيجابية ستضغط باتجاه رفع الفائدة بمعدلات أقل وسط اعتزام الفيدرالي عدم تعريض الأسواق لشبح الانهيارات الكبرى السابقة.
ويعتقد إبراهيم الفيلكاوي خبير أسواق المال الكويتي إن أسواق المال الخليج قد تتعرض لهبوط طفيف في مستهل الأسبوع الجاري وسيكون بعيدا عن الهبوط الحاد الذي شهدته الاسواق العالمية في ظل ارتفاع أسعار النفط وتحقيقه مكاسب أسبوعية تتجاوز 4% لخام برنت أكثر عائد لميزانيا دول الخليج.
وأشار إلى أن أي هبوط سيكون مؤقتا ولن يتجاوز جلسة أو اثنين، لافتا من جهة أخرى أن هذا الهبوط سيكون فرصة للمستثمرين حيث إن بعض الأسهم في أسواق المنطقة التي كانت تتحرك بحذر الأسبوع الماضي لاتزال جاذبة من جهة القوة المالية. وأكد أن أسواق المنطقة تخطت التأثر العميق برفع أسعار الفائدة في ظل وجود دعائم أخرى إيجابية تحفز المتعاملين بالأسهم على التعاطي مع التحديات القائمة التي يأتي في مقدمتها تداعيات التوترات الجيوسياسية العالمية.
توجهات البورصات الخليجية الكبرى في التعاملات المبكرة ليوم الخميس 13. يناير - امو.ال
وبنهاية تعاملات الأسبوع الماضي، تصدرت البورصة القطرية قائمة التراجعات "عربيا" بنسبة 1.9%، وهبط مؤشر سوق مسقط 1.5%، وانخفض مؤشر السوق السعودي "تاسي" 0.24% وانخفض مؤشر سوق أبوظبي المالي أيضا 0.12%. فيما تصدرت البورصة المصرية قائمة الارتفاعات بنسبة 1.9%، كما ارتفع مؤشر السوق الأول للبورصة الكويتية بنسبة 1.47%، وزاد مؤشر بورصة دبي 1.25% مؤشر البورصة البحرينية 0.16%.
ويرجح محمد حسن، العضو المنتدب لدى شركة بلوم مصر للاستثمارات، أن ارتفاع الفائدة فى الفترة القادمة قد لا يؤثر على اسواق المال العربية ومصر حيث إن اسعار الاسهم قد انخفضت بشكل كبير على إثر أزمة كورونا يليها الأزمة الروسية الأوكرانية. وأكد أن أسعار الاسهم أصبحت جاذبة للشراء وخصوصا بمصر حيث وصلت لمستويات متدنية وتتداول بأقل من قيمتها بنحو ٧٠% بالاضافة الى الإصلاحات الهيكلة فى القيادات الاقتصادية المحلية التى بالفعل تبشر بالخير.
وبدوره، قال محمد عطا مدير التداول بشركة يونيفرسال لتداول الأوراق المالية، إن البورصة المصرية ستكون صاحبة الأوفر حظا بين البورصات العربية وسط التغيرات التي تشهدها المجموعة الاقتصادية بالبلاد والتي كان أخرها تعيين رئيسا جديدا لسوق المال وهو ما يبنأ بالرغبة في جعل سوق المال المحلي واجهة جاذبة للاستثمارات الأجنبية، متوقعا أن يستمر المؤشر الثلاثيني الرئيسي في الصعود وملامسة مستويات أعلى متجاهلا التأثر بالتصريحات بشأن أسعار الفائدة وزيادتها.