الأحد 22 ديسمبر 2024 الموافق 21 جمادى الثانية 1446

حكاية القمر العملاق!!!

38

بعد غروب أمس، اتجهت الأنظار من مختلف دول العالم إلى السماء لمراقبة "القمر العملاق" الذي أقترب من الأرض مسافة 48.280 كم عن المعتاد. وصار عند "الحضيض" وهي أقرب نقطة في مداره حول الأرض. وبدا البدر أكبر حجما بنسبة 14% من الحجم الطبيعي وأكثر إشراقا بنسبة 30%. ظن البعض أن هذا الإختلاف في الحجم يمكن رؤيته بالعين المجردة وهو ظن غير صحيح، حيث لا يمكن ملاحظة الفرق إلا من خلال إستخدام الكاميرا والعدسة المكبرة لإلتقاط صورة للقمر، ثم مقارنتها بصور سابقة تم تصوريها من نفس المكان ونفس إعدادات التصوير. من المعلوم أن جاذبية القمر تؤثر على القشرة الأرضية، كما تؤثر على مياه البحار والمحيطات فيما يُعرف بظاهرتي المد والجزر. أما الجديد، فقد ظهر إدعاء أنكره العديد من خبراء الجيولوجيا يشير إلى وجود إرتباط بين ظاهرة القمر العملاق (Super Moon) والكوارث الطبيعية كالزلازل والبراكين والتسونامي والحروب، حيث أعتبروها فأل غير محمود لسبب غير معلوم حتى الآن. وذكروا على سبيل المثال حدوث تسونامي اليابان سنة 2011، وتسونامي أندونيسيا في 2005، وزلزال أكتوبر في مصر سنة 1992، وإعصار تريسي في داروين شمال إستراليا سنة 1974، هذه الكوارث التى خلفت المئات والآلاف من الضحايا والتلفيات حدثت في أعوامٍ ظهر فيها القمر عملاقا نسبيا. غير أن علماء الفلك أنكروا وجود علاقة بين حدوث الكوارث الطبيعية وتلك الظاهرة، وأكدوا على عدم وجود دليل علمي يثبت ذلك. ساورتني الهواجس وبدأت البحث في ذاكرة التاريخ عن كوارث طبيعية حدثت في العالم سنة 1948 حيث كان القمر فيها عملاقاً على غير العادة كما نشر. فلم أجد سوى أحداث مثل تفعيل الإتفاقية العامة للتجارة، وإفتتاح بريطانيا لأول سوبر ماركت، وإستقلال بورما عن بريطانيا، ووقف إطلاق النار بين هولندا وأندونيسيا، وإنشاء منظمة الصحة العالمية ومحكمة العدل الدولية، وهى جميعها أحداث تشير إلى كذب الإدعاء الذى يعتبر القمر العملاق نذير شؤم وخراب. بعد أن توصلت إلى هذا الشعور بالإطمئنان، تحمست لإلتقاط عدد كبير من الصور للقمر الساطع ليلة النصف من شهر صفر/ نوفمبر 2016. وأثناء إعداد الصور للنشر، وثب إلى ذاكرتي إعصار ماثيو - المصنف من الفئة الرابعة - الذي ضرب الساحل الجنوبي الشرقي لقارة أمريكا الشمالية الشهر الماضي، ودمر آلاف المنازل في جزيرة هايتي وتسبب في وفاة أكثر من 900 شخص بها. وكنت قد قرأت عن سلسلة الهزات الأرضية التي تعرضت لها نيوزيلاندا قبل يومين والتي تجاوزت مائتي هزة أرضية وتسببت في تهدم المنازل وإنشقاق الطرق ووفاة ما يقرب من مائة شخص، حيث بلغ زلزال يوم الأحد 7.8 درجة بقوة ريختر وهو الأسوأ منذ 30 عاماً للبلاد وأطلقت الأرصاد تحذيرات للمواطنين من تسونامي قادم خلال أيام!. أزيد على ذلك، حدوث 885 هزة أرضية في العالم يوم أمس فقط تتعدى قوتهم 2.5 درجة، بالإضافة إلى 600 هزة أرضية اليوم. بينما المعتاد أن يترواح عدد الهزات والزلازل ما بين 90 إلى 150 هزة أرضية يومياً طوال العام حسب متابعتى. الإحتمال لم يعد مستبعداً إذا بعد هذه الشواهد، وربما يأتى العلم يوماً ليسرد رابطة بين القمر العملاق والكوارث الطبيعية والبشرية على الأرض، وقد يكون للماء على الكوكب وداخل الجسد البشري دخل فى ذلك. لكن أكثر ما يحيرني الآن هو عام 1948 .. ثمة كارثة ما غفلت عنها الذاكرة.. تُرى ما هى؟!




تم نسخ الرابط