السبت 21 ديسمبر 2024 الموافق 20 جمادى الثانية 1446

في ذكري رحيل محمد مؤنس الشحات

136
المستقبل اليوم

في ذكري رحيل محمد مؤنس الشحات 


بالأمس مرت الذكرى الثانية لرحيل المهندس محمد مؤنس الشحات ، وهو رجل لا يمكن أن تختصر إسمه في منصب تولاه ، وإنما تستطيع أن تصفه بأنه صاحب تأسيس أول مدرسة لتخريج مهندسي البترول في قطاع البترول خلال العشرون عاماً الماضية .


لكن لا يمكن أن تحيي في أذهان الجيل الجديد ، ذكرى مؤنس الشحات ، دون أن تذكر المناصب التي تولاها ، والمهندس محمد مؤنس كان وكيلاً لوزارة البترول لشئون البترول ، ونائباً لرئيس هيئة البترول للإنتاج ونائباً في إيجاس ورئيساً لعدة شركات إنتاج منهم قارون للبترول ، والأخيرة وصل إنتاجها في عهده 50 ألف برميل يومياً ، وهو الذي كان سنداً قوياً لمهندسي البترول داخل الوزارة ، وهو من كان عقلاً مدبراً لزيادة الإنتاج ، وهو من كان يعرف موقع كل بئر في حقول مصر .

 

عرفت الراحل العظيم قبل وفاته لأكثر من خمسة عشر عاما ، وهو عمر قصير مقارنة بمن زاملوه ورافقوه وتعلموا على يديه داخل أروقة قطاع البترول ، لكنها فترة شهدت أحداث كثيرة تخللتها أحداث 25 يناير من عام 2011 ، رافقت فيها المهندس مؤنس في زيارات متكررة ومتعددة لحقول قارون ، فكان معلماً وناصحاً وشارحاً ، كان يسوق المعلومات وكأنه ولد خبيراً فى الشأن البترولي منذ نعومة أظافره .


تميزت إدارة المهندس محمد مؤنس بالهدوء والدراسة المتأنية والبحث عن الحلول وليس عن المشكلات ، فكان يوجد لكل مشكلة حل ، وليس العكس كما اعتاد ذلك عشرات القيادات ، ولهذا كان بين أبناء جيله أكثر تميزاً ، وما من أحد عمل معه أو زامله في منصب إلا وكان يستشيره في إدارة شئون شركته ، حتى أن علاقته بمن حوله تحولت من علاقة عمل لعلاقة الأب الروحي الذي يحبهم ويودهم ويعمل لخدمتهم .


أفرزت مدرسة المهندس محمد مؤنس العديد من القيادات ، فخرج من تحت عباءته المهندس: أشرف عبدالجواد وسعيد عبدالمنعم وعبدالناصر خفاجه وثروت الجندي ، وكان المهندس أسامه البقلي دائماً ما يصفه بالأستاذ والمعلم ، وغيرهم كثيرون .


وكما كانت مرحلة عمله بهيئة البترول هامة ومؤثرة ، فقد كانت فترة عمله بوزارة البترول وكيلاً أول لشئون البترول ، أكثر زخماً وفاعلية ، وأزعم أن فترة وجوده داخل ديوان الوزارة كانت الأهم من حيث متابعة الإنتاج ومد الايدي للشركاء الأجانب ، واختيار القيادات ووضع الرجل المناسب فى المكان المناسب .


ولا يمكن اختصار تاريخ المهندس محمد مؤنس في عدد من الكلمات ، وأرى ايضاً أن تلاميذه ورفقاء دربه أكثر قدرة على ان يسوقوا الف حكاية وحكاية تحكي تاريخ هذا الرجل الذي سيظل علامة بارزة في أذهان الناس لسنوات طويلة .


رحم الله المهندس محمد مؤنس واسكنه الله فسيح جناته .(ع ع)




تم نسخ الرابط