للاعلان

Wed,09 Oct 2024

عثمان علام

مرض العكننة وقلة المزاج

مرض العكننة وقلة المزاج
عثمان علام

الكاتب : عثمان علام |

12:21 am 18/04/2024

| رئيس التحرير

| 1343


أقرأ أيضا: رئيس تكرير أسيوط يكرم فريق كرة اليد للعاملين لحصوله على المركز الثانى فى بطولة الجمهورية للشركات

مرض العكننة وقلة المزاج 

مش عارف ليه حاسس ان فيه فيروس في الهوا اللي بنتنفسه ، مرض موسمي شغال مخلينا كلنا ديماً زعلانيين وغضبانين ومزاجنا مش حلو ، لا اللي معاه فلوس مبسوط ولا اللي معهوش مبسوط ، كله ضارب بوز فى وش التاني ، لا فيه مزاج للخروج ولا للنوم ولا للصحيان ، الواحد لو خرج من البيت مش عاوز يرجع ولو رجع للبيت مش عاوز يخرج ، ولو نام مش عاىز يصحى ولو صحي مبيعرفش ينام تاني غير بطلوع الروح ، ومفيش حد راضي بحاله، لا الستات مريحين الرجالة ولا الرجالة عاوزين يتعدلوا ، ولا العيال عاوزة تتظبط ولا الصيف عاوز ييجي في معاده ولا الشتا عاوز يمشي .
#حكاوي_علام 
المزاج العام متعكر وعامل زي البركة اللي الميه فيها راكدة مش عاوزه تتحرك ولا تتخلص من الطفيليات اللي فيها ، بركة بقت ناشفة وضالة ومتجمدة ولا ليها منظر ولا طعم ولا لون ولا ريحة .
#حكاوي_علام 
شكوى الناس لا تنقطع ، فيه اللي بيشكي فى سره وفيه اللي بيشكي لغيره ، حتى غيرك معندوش طاقة يسمعك ، ولو كلمت حد عشان تفضفض تلاقيه بادر هو بالشكوى وكأنه عارف مسبقاً انك متصل بيه عشان تشكي .
#حكاوي_علام 
شكوى الناس لبعضهم مش بس من الفقر والحاجة والعوز ، دي كمان شكوى من قلة المزاج وسدة النفس وكرشة النفس ومن الاخلاق اللي ضاعت والمرض اللي انتشر والتعليم اللي باظ ، ومن الدروس الخصوصية وارتفاع الاسعار وضرب الناس في بعض ، ومشاكل العيال ، وكمان الموظفين اللي بياكلوا بعض زي ما يكونوا داخلين في صراع على لا شيء .
#حكاوي_علام 
ورغم ان الواحد داخل على الخمسين سنة ، لكن عمري ما مريت بظروف زي دي ، والصراحة مش عارف قبل سنة 1975 كان فيه ظروف زي دي ومزاج متعكر زي كده ولا دي اول مرة فى التاريخ يحصل فيها اللي بيحصل ده ، موضوع كده عامل زي السيول اللي فى الامارات عمرها ما حصل فيها زي اللي بيحصل فيها اليومين دول ، لكن اهو حصل وادينا بنشوف .
#حكاوي_علام 
قولت يمكن دي ضريبة التقدم فى السن ومشاكل العيال لما تكبر وبيكبر معاهم الهم والمسئولية ، لقيت ناس عاشت نفس الظروف ونفس السن والعيال والبيت ، قبل كده بس محصلش معاهم اللي بيحصل اليومين دول .
#حكاوي_علام 
والصراحة مش لاقي اي مبرر ولا سبب للي بيحصل ده ، يعني مش عارف ليه نفسي مسدودة ومقاطع الخروج والنوم والسهر والاكل والشرب والضحك وحتى البكاء ، ومش عارف ليه حتى معنديش طاقة ارد على حد فى التليفون مع اني عارف ومتأكد انه بيتصل عشان يسأل ومش عاوز حاجة ، ومش عارف ليه الواحد بقت ابتسامته عزيزة وفرحته قليلة ودمعته جافة ، ومش عارف برضو ممكن اشكي لمين او اروح فين او اقول يا مين .
#حكاوي_علام 
الدنيا زي ما هي ، يعني لسه فيه شوارع ولسه فيه مطاعم ولسه فيه محلات وقهاوي ولسه فيه ميه فى النيل والبحر ، ولسه الزرع بيطلع والمصانع شغالة والعمال بيروحوا الشغل والموظفين محافظين على الدوام ، لسه فيه تليفزيون وفيه صحافة وفيه سوشيال ميديا ، كل حاجة زي الاول واكتر بس للاسف كل حاجة بقت مش محسوسة ولا معلومة ولا ليها طعم على الإطلاق ، ودا يمكن هو اللي عامل الحالة النكد اللي الناس عايشين فيها .
#حكاوي_علام 
ويمكن دا بسبب تغيير الفصول ، يعني شتا على صيف على خريف على ربيع ، طيب السنة فيها اربع فصول ولو كل فصل منهم فصلك عن العالم زي كده لمدة شهر يعني السنة ضاعت وضاع معاها عمرك وجهدك وتفكيرك وطموحك ، ودا موضوع ملوش حل ولا ليه طب ولا دوا ، دا حتى الفصول نفسها بقت ملخبطة ، لا تعرف شتا من صيف من ربيع من خريف ، بقينا نشوف الربيع فى الشتا ، والخريف فى الربيع ، وكله بقى ياخد مكان غيره ، وكأن الفصول مستكترة على بعضها اللي هي فيه، ومفيش فصل راضي بنصيبه .
#حكاوي_علام 
الصراحة الواحد بقى أحياناً يحسد الولاد الصغيرين على الامل اللي فى عيونهم ومخليهم سارحين طول الوقت في ملكوت تاني غير الملكوت اللي الواحد عايش فيه ، ودا من حكمة ربنا ورحمته لأن لو الصغير عاش حالة الكبير الحياة هتقف ومش هيبقى فيه امل ولا حتى عمر ، وأحياناً برضو الواحد بيحسد المجانين لأنهم فعلاً فى نعيم ، لا حاسين بحاجة ولا داريين باللي احنا فيه ، مش كده وبس دا الواحد أحياناً بيحسد البهايم والحمير وكلاب السكك الضالة ، لكن ديماً بدعي ربنا انه يوفق الصغير ويشفي الكبير ويعين المظلوم وياخد بايد الظالم ويكفه عن ظلمه .
#حكاوي_علام 
والكون على اتساعه للاسف بيضيق على شوية بشر ، والحياة رغم حلاوتها مُرة زي العلقم ، والناس رغم قوتهم ضعفاء ، والاطفال رغم براءتهم متعبين ، والستات رغم جمالهن بقوا مساخيط، والشغل رغم اهميته بقى مؤذي والفلوس رغم الحاجة ليها بقت ملهاش قيمة .
#حكاوي_علام 
وقد كانت الحياة جميلة عندما كان للأشياء ثمن وقيمة ، وعندما فقدت الأشياء قيمتها وبات الثمن هو الشيء الوحيد الباقي ، فقدت الحياة طعمها ، وتعكر المزاج، وأصبحنا نعيش حالة اللا حرب واللا سلم واللا حب ، حالة الحقد والكره والضغينة والكفران بالنعمة ، وباتت الدنيا في نظرنا أشجارها تلطم وأرضها تبكي .

#حكاوي_علام #عثمان_علام

أقرأ أيضا: إيجاس تنظم ندوة احتفالا بذكرى نصر اكتوبر العظيم

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟