للاعلان

Wed,01 May 2024

عثمان علام

مرض العكننة وقلة المزاج

مرض العكننة وقلة المزاج
عثمان علام

الكاتب : عثمان علام |

12:21 am 18/04/2024

| رئيس التحرير

| 897


أقرأ أيضا: البترول تبحث تعديل تسعير الغاز و"الكهرباء" وتقدم مقترحات بشأن تعريفة الاستهلاك

مرض العكننة وقلة المزاج 

مش عارف ليه حاسس ان فيه فيروس في الهوا اللي بنتنفسه ، مرض موسمي شغال مخلينا كلنا ديماً زعلانيين وغضبانين ومزاجنا مش حلو ، لا اللي معاه فلوس مبسوط ولا اللي معهوش مبسوط ، كله ضارب بوز فى وش التاني ، لا فيه مزاج للخروج ولا للنوم ولا للصحيان ، الواحد لو خرج من البيت مش عاوز يرجع ولو رجع للبيت مش عاوز يخرج ، ولو نام مش عاىز يصحى ولو صحي مبيعرفش ينام تاني غير بطلوع الروح ، ومفيش حد راضي بحاله، لا الستات مريحين الرجالة ولا الرجالة عاوزين يتعدلوا ، ولا العيال عاوزة تتظبط ولا الصيف عاوز ييجي في معاده ولا الشتا عاوز يمشي .
#حكاوي_علام 
المزاج العام متعكر وعامل زي البركة اللي الميه فيها راكدة مش عاوزه تتحرك ولا تتخلص من الطفيليات اللي فيها ، بركة بقت ناشفة وضالة ومتجمدة ولا ليها منظر ولا طعم ولا لون ولا ريحة .
#حكاوي_علام 
شكوى الناس لا تنقطع ، فيه اللي بيشكي فى سره وفيه اللي بيشكي لغيره ، حتى غيرك معندوش طاقة يسمعك ، ولو كلمت حد عشان تفضفض تلاقيه بادر هو بالشكوى وكأنه عارف مسبقاً انك متصل بيه عشان تشكي .
#حكاوي_علام 
شكوى الناس لبعضهم مش بس من الفقر والحاجة والعوز ، دي كمان شكوى من قلة المزاج وسدة النفس وكرشة النفس ومن الاخلاق اللي ضاعت والمرض اللي انتشر والتعليم اللي باظ ، ومن الدروس الخصوصية وارتفاع الاسعار وضرب الناس في بعض ، ومشاكل العيال ، وكمان الموظفين اللي بياكلوا بعض زي ما يكونوا داخلين في صراع على لا شيء .
#حكاوي_علام 
ورغم ان الواحد داخل على الخمسين سنة ، لكن عمري ما مريت بظروف زي دي ، والصراحة مش عارف قبل سنة 1975 كان فيه ظروف زي دي ومزاج متعكر زي كده ولا دي اول مرة فى التاريخ يحصل فيها اللي بيحصل ده ، موضوع كده عامل زي السيول اللي فى الامارات عمرها ما حصل فيها زي اللي بيحصل فيها اليومين دول ، لكن اهو حصل وادينا بنشوف .
#حكاوي_علام 
قولت يمكن دي ضريبة التقدم فى السن ومشاكل العيال لما تكبر وبيكبر معاهم الهم والمسئولية ، لقيت ناس عاشت نفس الظروف ونفس السن والعيال والبيت ، قبل كده بس محصلش معاهم اللي بيحصل اليومين دول .
#حكاوي_علام 
والصراحة مش لاقي اي مبرر ولا سبب للي بيحصل ده ، يعني مش عارف ليه نفسي مسدودة ومقاطع الخروج والنوم والسهر والاكل والشرب والضحك وحتى البكاء ، ومش عارف ليه حتى معنديش طاقة ارد على حد فى التليفون مع اني عارف ومتأكد انه بيتصل عشان يسأل ومش عاوز حاجة ، ومش عارف ليه الواحد بقت ابتسامته عزيزة وفرحته قليلة ودمعته جافة ، ومش عارف برضو ممكن اشكي لمين او اروح فين او اقول يا مين .
#حكاوي_علام 
الدنيا زي ما هي ، يعني لسه فيه شوارع ولسه فيه مطاعم ولسه فيه محلات وقهاوي ولسه فيه ميه فى النيل والبحر ، ولسه الزرع بيطلع والمصانع شغالة والعمال بيروحوا الشغل والموظفين محافظين على الدوام ، لسه فيه تليفزيون وفيه صحافة وفيه سوشيال ميديا ، كل حاجة زي الاول واكتر بس للاسف كل حاجة بقت مش محسوسة ولا معلومة ولا ليها طعم على الإطلاق ، ودا يمكن هو اللي عامل الحالة النكد اللي الناس عايشين فيها .
#حكاوي_علام 
ويمكن دا بسبب تغيير الفصول ، يعني شتا على صيف على خريف على ربيع ، طيب السنة فيها اربع فصول ولو كل فصل منهم فصلك عن العالم زي كده لمدة شهر يعني السنة ضاعت وضاع معاها عمرك وجهدك وتفكيرك وطموحك ، ودا موضوع ملوش حل ولا ليه طب ولا دوا ، دا حتى الفصول نفسها بقت ملخبطة ، لا تعرف شتا من صيف من ربيع من خريف ، بقينا نشوف الربيع فى الشتا ، والخريف فى الربيع ، وكله بقى ياخد مكان غيره ، وكأن الفصول مستكترة على بعضها اللي هي فيه، ومفيش فصل راضي بنصيبه .
#حكاوي_علام 
الصراحة الواحد بقى أحياناً يحسد الولاد الصغيرين على الامل اللي فى عيونهم ومخليهم سارحين طول الوقت في ملكوت تاني غير الملكوت اللي الواحد عايش فيه ، ودا من حكمة ربنا ورحمته لأن لو الصغير عاش حالة الكبير الحياة هتقف ومش هيبقى فيه امل ولا حتى عمر ، وأحياناً برضو الواحد بيحسد المجانين لأنهم فعلاً فى نعيم ، لا حاسين بحاجة ولا داريين باللي احنا فيه ، مش كده وبس دا الواحد أحياناً بيحسد البهايم والحمير وكلاب السكك الضالة ، لكن ديماً بدعي ربنا انه يوفق الصغير ويشفي الكبير ويعين المظلوم وياخد بايد الظالم ويكفه عن ظلمه .
#حكاوي_علام 
والكون على اتساعه للاسف بيضيق على شوية بشر ، والحياة رغم حلاوتها مُرة زي العلقم ، والناس رغم قوتهم ضعفاء ، والاطفال رغم براءتهم متعبين ، والستات رغم جمالهن بقوا مساخيط، والشغل رغم اهميته بقى مؤذي والفلوس رغم الحاجة ليها بقت ملهاش قيمة .
#حكاوي_علام 
وقد كانت الحياة جميلة عندما كان للأشياء ثمن وقيمة ، وعندما فقدت الأشياء قيمتها وبات الثمن هو الشيء الوحيد الباقي ، فقدت الحياة طعمها ، وتعكر المزاج، وأصبحنا نعيش حالة اللا حرب واللا سلم واللا حب ، حالة الحقد والكره والضغينة والكفران بالنعمة ، وباتت الدنيا في نظرنا أشجارها تلطم وأرضها تبكي .

#حكاوي_علام #عثمان_علام

أقرأ أيضا: لستُ بطلاً لما أكتبه .. فالشعراء يتبعهم الغاوون

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟