مجرد رأي..من سيحلف القسم ؟ 

ساعات قليلة ويصطف طابور ممن وقع عليهم الاختيار ليكونوا اعضاء في الحكومة الجديدة لاداء القسم امام رئيس الجمهورية. هو اجراء دستوري معتاد لا تكتمل اجراءات التعيين بدونه وهو إذناً ببدء العمل . والقسم دائماً يكون بأسم الله وهذا ارفع درجات الحلف . ويكون أيضاً لله والرئيس والشعب شاهداً عليه . لذلك فأن القسم هو عهد بين الله والمسئول ان ينفذه و عليه ان يعيه جيداً ولا يعتبره مجرد كلمات تلقي ثم يذهب الي حال سبيله . 

من سيؤدي القسم بحق هو من سيتقي الله في كل كلمة من كلماته قطعها علي نفسه وهو يلقيه ، من كان حقاً مؤمناً بما يقسم به ويرجو مساندة ربه لتحقيقها ، من يرجو رضا ربه ويعمل لوجهه لا لوجه من اختاره لهذه المهمة فصاحب الاختيار مجرد سبب . سيؤدي القسم من يعرف للمسئولية حقها ، ولهذا الشعب حقه في ان يعيش امناً مطمئناً . سيؤدي القسم من لا يحمل في نفسه ضغينه ولم يتخذ صهوة المنصب للتنكيل وتصفية الحسابات مع الاخرين فهذا نوعاً من الضعف لا يليق بتلك المناصب ولو علي حساب مشاعره البشرية . سيؤدي القسم من وضع مصلحة وزارته وما تقوم عليه من اعمال نصب عينيه وينزل الى درجاتها البعيدة عن مكتبه الوثير ليري كيف تدور عجلة العمل وما بها من سلبيات وضعف . سيؤدي القسم من ال علي نفسه ان لا يأخذ مالاً غير مستحق وان يمنع تلك البدلات التي يتقاضاها كبار موظفية في اجتماعات لا طائل منها لأنها اموال هذا الشعب الذي لا يجد الكثير منهم لقمه العيش او سرير في مستشفي ، سيؤدي القسم من يدرك انه ذاهب لا خالد وان كل مافيه هو مجرد مرحله عابره قد يخلده التاريخ او ان يلقي به وبأسمه في سله المهملات ، سيؤدي القسم من حاول استثمار كل جهده وفكره لصالح هذا الشعب لزياده دخله وجعل حياته اكثر رخاء وبها سيلقي من دعوات الناس الخفيه له تلك التي تعينه علي نوائب الحياه  ورصيداً لأخرته ، سيؤدي القسم من عرف للناس حقوقها و وقف بجانب المظلوم وكان له ظهراً ولو علي غيبه منه . سيؤدي القسم من اتقي الله في قرارته وابتعد بها عن المجامله والتقرب بها لأصحاب النفوذ والشأن فهم اول من سيتخلون عنه عند اول نازله . سيؤدي القسم من اتخذ بطانه ترعي الله في عملها ولا تزين له قرارته واذا وجد منهم نقداً فليعلم انه قد افلح وانها صوت من الله ليصوب له تفكيره ، سيؤدي القسم من هو قادر علي تصحيح مسار شركاته ومؤسساته تلك التي اصبحت مزارع تسمين ليس الا ولا تقوم بأي عمل او تحقق اي مكسب ، سيؤدي القسم من يصلح لوائح وقوانين باليه اكل عليها الزمان واصبحت لا تمثل الا عبئاً ودرباً من العبث في وقت اصبح العالم فيه يعدو الي ما بعد القمر  ، سيؤدي القسم من يقول الحقيقة للناس بدون خوف ولا جزع وان يعتذر عما ارتكبه من خطأ فكلنا بشر وقد انتهي عهد الانبياء ، سيؤدي القسم من يعطي الشباب حقهم المشروع في العمل بدون تهوين ولا تهويل فقد كان للتهويل في هذا الموضوع اثراً سلبياً ملحوظاً . سيؤدي القسم من جاء ليكمل البناء ويقوي الاساسات لأ ان يهدم ما قد كان ويبدأ من جديد وكأن الايام سلعه بلا ثمن. سيؤدي القسم من سيكتفي بما توفره الدولة له من امكانيات شخصية لاداء عمله وهذا حقه المشروع لا لأسرته وحياته الخاصة فهذا مال حرام يقتص من دماء هذا الشعب المطحون . سيؤدي القسم من كان ظاهره مثل باطنه كله سواء وكله واضح فلا يخشي في الحق لومه لائم فقسمه كان لله وحده دون غيره، سيؤدي القسم من يعرف للصغار حقوقهم في التدريب والتعليم الصحيح فتلك مسئوليه الاب في اسرته والقائد في عمله سيسأله الله عنها وسيكون هنالك حساباً عسيراً، سيؤدي القسم من بذل كل جهده لتأمين العاملين في اعمالهم و وفر لهم كل مقومات السلامه للحفاظ علي حياتهم وما تملكه الدولة من اصول ومنشآت . 

هذا هو الرجل الحق الذي يدرك معني القسم ويعرف قدر من اقسم بأسمه واذا خالف ذلك فأن قسمه مردود عليه ولتحمل اكتافه مالا يطيق من اوزار وخطايا . اما من بر به عمل عليه واتقي الله فيما استودع من امانه فالعاقبة للمتقين ،، والسلام 

#سقراط