للاعلان

Sat,28 Sep 2024

عثمان علام

مجرد رأي..أبقي يا وزارة البترول ولا تركبي السفينة

مجرد رأي..أبقي يا وزارة البترول ولا تركبي السفينة

الكاتب : سقراط |

11:11 am 20/06/2024

| رأي

| 2643


أقرأ أيضا: إنرلك تفوز بالمركز الثاني فى المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء

مجرد رأي..أبقي يا وزارة البترول ولا تركبي السفينة  


من اصعب لحظات حياة الانسان وجوده كمسافر او قادم في ميناء السفن . لحظات تتدفق فيها ذكريات العمر وتنزل الدموع طواعيه اما بفرحه الوصول او مخاوف الرحيل. البحر الواسع وقرص الشمس الذي يغرق فيه مشاهد معروفة تثير الشجون وتدمي القلب علي ما قد ضاع وقلقاً علي ما هو ات . واذا كان حديث السفن يقودنا الي وصول الناقلة العملاقة المحملة بأطنان الغاز  بعد سنوات طويله لم نراها تربط علي ارضنا ، سنوات كنا ننعم فيها بالكفاية والاستقرار ولم نتمني قدومها  ، ولكن الايام كموج البحر متلاطمه عنيفه . عادت الينا السفينة وهي تزعق بعلو صوتها اني قد وصلت اليكم و لست بسفينة نوح ولكن لأنقذ الموقف واعطي بعض القوة للجسد الواهن ثم اذهب الي حال سبيلي . 


لم يكن عليها ركاب ولكن عليها اقدار تنزل خفيه الي اراضينا بدون تأشيرة دخول لتضع مقاديرها المحتومة . وكعاده السفن فأنها دائماً ما كان وجودها هو نهاية عصر وبداية زمن اخر . وهناك بعيداً سفينة اخري تقف بعيدة تنتظر ان يأذن لها بالدخول ليستقلها الراحلون . سفينه تقف في الضباب تعلو وتهبط مع الامواج من وقت لأخر لتعلن عن وجودها انتظاراً لركابها وتبدأ رحله الرحيل الي غياهب الزمن . ستطلق صفاراتها الحزينه وهي تتراجع عن يابسها الي غمار المياه العميقة والمستقبل المجهول . 

رأينا تلك المشاهد المؤثره عند رحيل ( يحي) الي ارض الاحلام في امريكا  في رائعه يوسف شاهين اسكندرية ليه ؟ ورأينا (رأفت الهجان)  وهو يبكي علي ظهرها ملوحاً لمصر كلها بالوداع فما تدري نفس بأي ارض تموت ، رأيناها في مغادرة (فاروق الاول)  ملك مصر والسودان راحلاً الي المجهول و جميع السفن من حوله تطلق صفاراتها إيذاناً  بالرحيل الابدي . 


هذه هي حياة السفن في كل زمان ومكان ، عواطف وشجون ودموع . لم يكره الانسان في حياته مثل كراهيته للرحيل  ، الرحيل عن وطنه و عمله ، الرحيل من الحياه ذاتها . كره الرحيل كما لايكره شئ من قبله . الرحيل بالنسبة له المجهول و مفارقة الولد والاب ، مفارقة الطمأنينة والدفء، مفارقة عناقيد الذكريات و جذور حياته الاولي  . ولكن هي الحياه وهذا قانونها الذي يسري علي الجميع . وربما ادرك الانسان هذا منذ القدم فعمل علي اختراع السفينة لتكون اداة من ادوات القدر الذي لا مفر منه . 


و نحن نتأمل تلك المواجع ، يلح علينا التساؤل الغامض الخائف ، هل ستصبح وزارة البترول التي عاشرناها عمرنا مسافراً علي  تلك السفينة الرابضة التي يغلفها الضباب ؟ هل سنفتقد هذا الاسم الذي عشنا وتربينا علي وجوده وكان الام الكبيرة التي ترعي اولادها ؟ هل فرط اولادها فيها فأصبحت عجوزاً لا تقدر علي مواجهه صعوبات الحياه فآن لها ان تستقل سفينه الرحيل ؟ هل قصر ابناؤها في معالجتها ورعايتها وانشغل كلاً منهم بحاله ومصالحه فأصبحت ضعيفه لا تجد من يراعاها ؟ .  تلك الام اذا ركبت هذه السفينة فلن نراها بعد اليوم ستذهب الي غياهب النسيان و نودعها بدموع الحسره والالم في وقت لن ينفع فيه الندم . هل هناك امل ان تبقي هنا للعلاج ؟ 
لم يقل الطبيب قراره بعد .. والسلام ،، 

#سقراط

أقرأ أيضا: وزير البترول يشهد الجمعية العامة لشركة ابوقير للأسمدة

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟