مجرد رأي…التوقعات الخاطئة لحقل ظهر 
        

مازال حقل ظهر يتصدر مواقع اخبار مواقع الطاقة العالمية . منذ لحظة اكتشافه وهو يخضع لنظريات وتحليلات متعددة . ففي ذلك الوقت قدرت احتياطياته بحوالي ٣٠ تريليون قدم مكعب من الغاز في جوف الارض . ولمن لا يعرف ان هذا الرقم يتضاعف الاف المرات عند انتاجه علي السطح حيث ان رقم الاحتياطي الجوفي هو احتياطي تحت ضغط هائل يجعل الغاز في حاله انكماش كبير . وقد تم تصنيف هذا الحقل كواحد من اكبر حقول الغاز الطبيعي في العالم اجمع بل ربما كان اكبرها علي الاطلاق . وتحديد هذا الرقم يتم حسابه بناء علي ما يسمي ( الخريطة التركيبية) للصخور الحاملة للغاز ومنها يتم حساب الاحتياطي بالطريقة الحجمية وهي ليست مسألة معقدة علي اي حال . وكلنا الآن اصبح علي دراية بأن الزيت والغاز المتواجد في الاعماق لا يمكن انتاج كافة كمياته بصفة كاملة  الموجودة في الصخور فهناك ما يسمي بمعامل الاستخراج الذي تحدده العديد من العوامل الخاصة بطبيعة الصخور وضغوطها . تصل قيمة هذا المعامل الى حوالي ٣٥ ٪؜ في الصخور الحامله للزيت بينما تتضاعف تلك القيمة في الصخور الحاملة للغاز . وبالتالي فأن اجمالي ما يمكن انتاجه لا يصل أبداً الي الحساب الحجمي للمخزون . ولا نعتقد ان الحسابات الحجمية لحقل ظهر قد اصابها الخطأ فكلنا يعرف انه كلما كبرت مساحة الحقل وحجمه قلت نسبة الخطأ الي حد كبير . 

وبحسب موقع MEEM المتخصص في شئون الطاقة العالمية فقد ذكر ان شركة ايني الايطالية قد خفضت توقعاتها لاحتياطي حقل ظهر من ٣٠ تريليون قدم مكعب الي ١٠ تريليون . وذلك بعد انتاج ما يربو عن ٥ تريليونات قدم مكعب من هذا الحقل . و رقم الانتاج التراكمي منه كبير بالطبع ولكنه مازال يمثل جزء صغير من الاحتياطي المحسوب لهذا الحقل الكبير . ولا توجد اي معلومات في هذا الموقع توضح الاساس الذي بنيت عليه توقعات شركة ايني وان كان يبدو ان حركة المياه الجوفية داخل الصخور قد اثرت بشكل او بأخر علي قيمة معامل الاستخراج المتوقع له . لذلك فأننا نعتقد ان حسابات الاحتياطي التي ذكرها هذا الموقع تعتمد علي مجرد تنبؤات غير مثبته بطريقة قاطعة وان حفر ابار جديدة به سيحدد الي حد بعيد صدق هذه المعلومات او خطئها . 

وقد علمتنا الخبره في الحقول المصرية ان التعجل في اصدار مثل هذه الارقام والتوقعات خطأ كبير ، فقد وقعت في هذا الشرك من قبل امكو عندما غادرت جابكو ونورسك هيدرو عندما غادرت دسوق والشركة اليابانية عندما غادرت حقل دارا . حيث كانت توقعاتهم محدده بعوامل معينه تغيرت بصفة كلية مع استمرار اعمال التنمية والحفر . وايني هي اكثر الشركات التي تدرك ذلك جيداً و تراه  في حقولها بمنطقة البلاعيم التي خالفت كل تقديرات حساب الاحتياطي الخاص بها . لذلك نري ان هذا التقرير متعجل ولا يعبر عن حقيقة الاحتياطي الحقيقي لهذا الحقل العملاق الذي مازال ينتظر اعمال تنمية جادة لأنتاج ما به من غاز . و هم علي دارية بأن مشكلة غزو المياه الجوفية له من اساليب الحلول الكثير و ربما كان من اغربها ما قامت به شركة البترول البريطانية بحفر بئر خاص لأنتاج هذه المياه فقط بأقصي كمية ممكنه في احد ارصفة بحر الشمال وكان لأنتاج المياه بصفة منفرده اثره في تخفيف ومنع حركتها تجاه الابار المنتجة الاخري وزادت انتاجية الخام زيادة ملحوظة . 

الافكار كثيره والعمل المستمر والمباحثات مع المسئولين لأيجاد صيغه ترضي جميع الاطراف هو الذي يغير الاحوال ويعطي كل جديد . اما الغضب والزعل فلا طائل منه ولا يصح في اقتصاديات الشركات الكبري وستكون الخسارة فادحة . 
والسلام ،، 

#سقراط