د محمد عبدالهادي يكتب: مؤتمر الإستثمار الأوروبى والطاقة فى مصر

مصر تسعى لتكون مركزا إقليميا للطاقة فى المنطقة بما يتماشى مع رؤية مصر 2030 .وأوروبا واحدة من أقرب القارات لمصر جغرافيا وسياسيا.كما أنها تمتع بعلاقات تاريخية مع مصر على مر التاريخ منذ عهد البطالمة والرومان وماقبله.وفى العصر الحديث كان تبادل تجارى مع دول فرنسا وإنجلترا واليونان .وأيضا تبادل ثقافى وعلمى منذ الحملة الفرنسية عام 1798 م.
-زادت أهمية مصر بالنسبة للقارة الأوروبية حديثا منذ حفر قناة السويس وما أحدثته من تغيير فى حركة التجارة العالمية وفى الفترة الأخيره وبخاصة بعد الحرب الروسية الأوكرانية التى تركت أثار سلبية حادة على القارة الأوروبية.
-من أهمها توقف تصدير الغاز الروسى عبر خطوط نورد أستريم (روسيا كانت هى المصدر الأساسى لواردات الغاز الطبيعى وتتشارك مع أوكرانيا فى سلاسل التوريد والإمداد لأوروبا حسب تقارير صندوق النقد الدولى).فالغاز انخفضت تدفقاته من العملاق الروسى غاز بروم (من 175 -180 مليار قدم مكعب عام 18/2019 إلى 30 مليار قدم مكعب عام 2023 ويتوقع أن تنخفض الى 15 مليار قدم مكعب 2026 حسب توقعات IB).
-كل هذا دفع الحكومات الأوروبية مع إستمرار الحرب الروسية الأوكرانية (منذ فبراير 2022 وعدم وضوح حل فى القريب العاجل) إلى مواجهة ضغوط على المالية العامة وزيادة الإنفاق على تأمين مصادر الطاقة وميزانيات الدفاع وزيادة التضخم والبحث عن بدائل وشركاء أخرين وكذلك ترشيد أستهلاك الطاقة.
-من هنا يتضح أهمية الدور المصرى والشراكة مع الإتحاد الأوروبى (حيث بلغ حجم التبادل التجارى 31 مليار دولار عام 2023 و38 مليار دولار 2022) فى مواجهة التحديات الإستراتيجية فى المجالات الإقتصادية والطاقة (فشركات مثل ENI ,BP وٍShellألأوروبية وغيرها من أهم شركاء قطاع البترول المصرى وكذلك منتدى شرق المتوسط للغاز EMF ).
-المؤتمر يهدف إلى التعريف بمختلف الفرص الإستثمارية الواعدة والمتاحة فى الإقتصاد المصرى فى مختلف المجالات. كما أنه فرصة جديدة لتعزيز الإيتكار وريادة الأعمال لتبادل الرؤى والأفكار حول الشراكات بين الجانبين (حيث يمثل الإتحاد الأوروبى 39% من إجمالى الإستثمار الأجنبى المباشر لمصر ويمكن زيادته وهو فى المركز الثانى بعد دول الخليج).
-يشارك فى المؤتمر عدد من المسئولين الحكوميين فى أوروبا ومصر والكثير من ممثلى أبرز الشركاء للتنمية فى الجانبين .نتج عن المؤتمر توقيع أربع إتفاقات فى المجالات البديلة فى الطاقة المتجددة والأمونيا الخضراء بإستثمارات 33 مليار دولار بين المنطقة الإقتصادية لهيئة قناة السويس وشركات مصرية قطاع خاص وشركات اوروبية مختلفة مثل BP ,OCIOR energy ,Voltalia.وكذلك مشروع لإنتاج الهيدروجين الأخضر بقدرة 100 ميجاوات  بميناء السخنة وكذلك إنشاء محطتى طاقة شمسية ورياح بقدرة 270 ميجا وات لتغذية المشروع .كما قرر الإتحاد الأوروبى حزمة تمويل لمصر ب 7.4 مليار يورو.
-المؤتمر يعتبر إعتراف دولى ويثبت النجاح للدولة المصرية فى تهيئة مناخ جيد للإستثمار والإستقرار الأمنى (الإستثمارات فى مجال الطاقة عالية التكلفة بمليارات الدولارات وتمتد لسنوات) والتى تحققت بفضل ثورة 30 يونيو والقضاء على الإرهاب وما تبعه من مشاريع لازمة للبنية التحتية والتى عملت على جذب الإستثمارات الضخمه مثل صفقة رأس الحكمة (35 مليار دولار).
فجذب الإستثمارات الأجنبيه المباشره فى الصناعة والإستثمارفى مجالات الطاقة هو أحد الحلول لإحداث طفرة فى الإقتصاد المصرى .كما سيعمل على تنوع وتأمين مصادر الطاقة ودعم الإقتصاد المصرى وخلق المزيد من فرص العمل.