للاعلان

Tue,02 Jul 2024

عثمان علام

أيمن حسين يكتب : إنتخابات جمعية البترول..لم أفز لكني لم أخسر

أيمن حسين يكتب : إنتخابات جمعية البترول..لم أفز لكني لم أخسر

07:09 pm 30/06/2024

| رأي

| 672


أقرأ أيضا: مجرد رأي…شركات تنتج وزراء

أيمن حسين يكتب : إنتخابات جمعية البترول..لم أفز لكني لم أخسر..


منذ أيام قليلة كان لي شرف خوض تجربة هي الأولى بالنسبة لي وهي انتخابات عضوية مجلس إدارة جمعية البترول المصرية،فمنذ نشأة الجمعية ويتكون مجلس إدارتها من قامات وقيادات كبيرة وبالتبعية دائما يكون حجم وقيمة المرشحين كذلك ،وبالطبع كانت الكفة الأرجح لصالحهم في عملية الانتخاب دون تفكير ، ففارق الأسماء والإنجازات قطعا يكون لصالحهم بالمقارنة بشاب وجد نفسه يتنافس مع هذه الكوكبة من الأسماء الكبيرة جدا فى قطاع البترول المصري.

إتهمني كثير من أصدقائي بالجنون…كيف تجرؤ على خوض مثل تلك الانتخابات أمام هذه القامات والشخصيات العملاقة التي لا يستطيع أحد منافستها من جيلك أو حتى من أجيال أكبر منك بكثير ؟!
كيف قررت ذلك وكنت أنت أحد تلاميذهم ؟!فمنهم من هو وزير سابق أو مسئول كبير ترأس العديد من المناصب الشاهقة الارتفاع ،فبينك وبين أقل من فيهم سنوات طويلة من العمل والنجاحات والعطاء والشهرة والاستمرارية في مناصب مهمة فى قطاع البترول المصري أو الأجنبي لمدد ربما تجاوزت عمرك بأكمله؟!ستخسر لا محاله دون حصد أصوات تذكر..
ورغم ذلك كنت أرد عليهم بكل يقين سأنجح وسترون ، ولكن على ما يبدو أنني هذا الرجل المجنون فعلا كما كان اسم أول كتاب لي،الذي كان عنوانه(راجل مجنون)،فربما كانت أعمالنا الأدبية تعبر عنا دون قصد خاصة الأولى منها.

لكني - رغم كل هذا النقد - كنت لا أعرف كيف وما هو سبب ثقتي التامة من الفوز فى هذه الانتخابات وسط كل هذه الكوكبة من القيادات التي أقر وأعترف وأفخر أيضا بأنهم أساتذتي وتعلمت من معظمهم الكثير والكثير ،فكل واحد منهم هو مدرسة مستقلة بذاته مختلفة الأوجه والمعرفة والاسلوب وأكن لهم جميعا كل الاحترام والتقدير ،
فكما جاء عن النبي صلى الله عليه وسلم :
(ليس منا مَنْ لَمْ يوَقِّرْ كبيرنا).
وأنا أول من يعتز بهم ويوقرهم .

وصممت على خوض التجربة لآخرها وفى نفسي يقين تام وغريب ليس فقط بالفوز …بل بالفوز بنسبة عالية من الأصوات… ربما بنسبة أعلى من جميع المرشحين رغم الفارق الكبير بيننا داخل قطاع البترول في أشياء عديدة كما ذكرت. وكنت مقتنع تماما أنه في حال فوزي سيفرحون لي أكثر حتى من فرحتى أنا بنفسي، فدائما ما يفرح المعلم ويفخر بتلاميذه ويشعر بدوره وتأثيره في نجاحهم طوال مسيرتهم.

ولكن…جاء يوم الانتخابات…وحصلت على نسبة تقارب ال ٥٠٪؜ من عدد أصوات الناخبين-رغم ظروف هذا اليوم-الذي كان ترتيب الإجراءات فيه مختلف تماما عن الانتخابات السابقة بالجمعية وانا اظن أن هذا الاختلاف جاء دون سوء نية أو بقصد الضرر بأي مرشح حيث تم توزيع الإستمارة الإنتخابية بمجرد تسجيل حضور الناخبين للجمعية ،الأمر الذي لم يسمح لي بالتعبير عن نفسي بصورة جيدة كمان كنت أظن…
فالمتعارف عليه -وهو تقليد إجرائي يحدث فى إنتخابات جمعية البترول دائما - أن يقدم كل مرشح نفسه ويتحدث عن سيرته الذاتية وعن ما يريد تقديمه للجمعية في حال فوزه خلال بضع دقائق قبل بدء عملية التصويت امام الجمعية العمومية،وكنت أعول كثيرا على هذا الإجراء فى التعبير عن نفسي وعن أفكاري التي تهدف إلى محاولة المساهمة ولو بالقليل في تغيير مسار عمل الجمعية الفترة المقبلة لتعود لسابق عهدها من حيث المكانة المرموقة والعالية من خلال تقديم أنشطة متميزة للأعضاء مثل: تفعيل كل الأنشطة الثقافية من مسابقات،أبحاث ،وعودة المجلة العلمية الربع سنوية التي توقف اصدارها ،وزيادة عدد الزيارات الميدانية للمواقع والحقول ،وإقامة الندوات والمؤتمرات العلمية، ودمج أكبر عدد ممكن من الأعضاء فى هذه الأنشطة والكثير والكثير من الأفكار ..فكان لدي تصور كامل عن وضع الجمعية وما تحتاجه،وهذا طبيعي فأنا من أوائل الأشخاص الذين عملوا بها منذ نشأتها لمدة سنوات طويلة في عصرها الذهبي وأعرف جيدا ما تحتاج اليه لتعود لسابق عهدها بل وأفضل.
 ولكن أتت الرياح بما لا تشتهي السفن ،فتوزيع الإستمارات قبل أن أتحدث إلى الجمعية العمومية بكل تأكيد أثر سلبا على عدد الأصوات التي حصدتها…لأن -وللاسف- كان غالبية الناخبين قد اختاروا المرشحين فى استمارة التصويت قبل أن يأتي دوري بالتحدث اليهم قبل عملية الاقتراع …فمن يمسك بيده إستمارة مكتظة بكل بتلك الأسماء العظيمة والقيادات الفذة التي حققت نجاحات لا تعد ولا تحصى في قطاع البترول ويلتفت لأسماء جديدة ربما يراها لأول مرة .. قطعا سيختارهم ولا ينتظر لسماع أحد…فالكل هنا غني عن التعريف عدا هذا الشاب الأخير الذي لا يعرفه إلا عدد بسيط فى تلك القاعة .
…ولكن لو كان تم الاختيار بعد الحصول على فرصة كاملة فى الحديث والتعبير عن نفسي ربما لاختلف الأمر كثيرا…
فهناك مقولة لسيدنا علي بن ابي طالب تقول (الرجال صناديق مغلقة مفاتيحها الكلام)
فربما تغير الحال بعد أن أتحدث واكتشف الحاضرون أن هذا الرجل قد جاء ومعه أفكار وإمكانات عديدة تجعله يستحق أن يكون ضمن من يقع عليهم الاختيار ويضع أمامه علامة إختياره بنفس راضية وبضمير مرتاح وربما بحماس كبير أيضا.

لذلك أقول أنها لم تكن انتخابات عادلة،وهذا ليس مقصود به أي اتهام لإدارة الجمعية أو المنظمون أو السادة المرشحين لا سمح الله 
،لكن عدم العدل الذي أقصده هنا أنه لم يحصل جميع المرشحين على فرصة التعبير عن أنفسهم قبل بدء التصويت بالتقليد المتعارف عليه في ظل وجود هذه الشخصيات العظيمة في قائمة إختيار واحدة ومعهم شاب صغير يخوض هذه التجربة لأول مرة …فكان لابد أن يكون مسار الإجراءات على نحو منصف للجميع لنعطي كل ذي حق حقه.
فالأصل في الانتخاب هو إستلام إستمارة الاختيار عند الصندوق وتحديد إختيارات الناخب بشكل منفرد وسري وليس كما حدث أن يتسلم الناخب الإستمارة ويجلس لمدة طويلة داخل قاعة معظم من وُجِد فيها من جهة واحدة .
هذا فضلا عن تغيير ترتيب قائمة المرشحين قبل الانتخابات بأيام قليلة بدون إبداء أي سبب قانوني أو حتى غير قانوني مقنع يذكر.

أنا لا أبرر خسارتي في الانتخابات رغم حصولي على نسبة يعتقد البعض أنها مفاجأة وكبيرة بالنسبة لهذه المنافسة القوية ، لكني أعتقد أنه إذا تم إعادتها مرة أخرى بنفس الأسماء ولكن في ظروف إجرائية صحيحة التسلسل  لحصلت على نسبة أعلى من هذه النسبة بكثير.
وبمنتهى الود والقناعة أبارك لأساتذتي وقياداتنا الكبيرة على الفوز وأعلم تماما أن فى وجودهم قوة كبيرة وقيمة عالية تضاف للجمعية متمنيا لهم كل التوفيق وكلي فخر أن فى حال خسارتي أول إنتخابات أخوضها كانت امامهم واقترن اسمي المتواضع في كشف أسماء واحد جمعني معهم فهذا وحده فخر لي ويعد إنتصار وفوز كبير من نوع آخر.
فتجربتي مع الإنتخابات كانت تجربة شجاعة ومثمرة إلى حد كبير ، وأضافت لي كثيراً، فأنا دائما أنادي بالجرأة والشجاعة وخوض تجارب جديدة في أودية مختلفة مهما كان ظاهرها صعب ،لابد أن تشارك لأنك ستكتشف وأنت تخوضها أن لديك قوة وحجم وثقل وإمكانات أكبر بكثير مما يظنه البعض الغير قادر على رؤية الحقيقه الجلية وهي أن للشباب القدرة على المنافسة القوية والعمل المتميز والفكر المختلف ولكن .. هم فقط يحتاجون الى (الفرص المناسبة).. هم فقط يحتاجون الى (العدل) .. ليس أكثر..

الكاتب والشاعر : أيمن حسين مدير عام الإعلام جهاز تنظيم انشطة سوق الغاز

أقرأ أيضا: من هو محمد جبران مرشح وزارة العمل ؟

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟