مجرد رأي..يا قيادات القطاع لا تتعجلوا .. المشوار طويل 

بلاشك مازالت أصداء التغيير الوزاري لحقيبه البترول والثروه المعدنيه تلقي بظلالها علي الرأي العام البترولي . كان لمفاجأة الاختيار وعدم توافر معلومات كثيره عن الوزير الجديد اثره في زياده المناقشات والتحليلات . فما بين سعيد وشامت و واجم وقلق يتوزع كل هذا بين هذا وذاك  . هناك  بالطبع من استفاد بقوه من العشريه السابقه وهناك من يشعر بأنه ابتلي بهذا العهد كما لم يبتلي غيره . وهناك من لا فارق معه مع من جاء او من رحل فكل همه هو مستحقاته وامتيازاته  ومن يستطيع زيادتها . لا تعتقد ان الوزير الجديد سيغير كل شئ بين عشيه وضحاها . هذا المنصب لا يحتمل التسرع ولا الارتجال وخاصه انه قادم علي ملفات ثقيله تخص الامن القومي و دور وزارة البترول حالياً وربما لأول مره في تاريخها يقع تحت تأثير الرأي العام الغاضب من مشكله انقطاع الكهربا وتحميل انتاج حقل ظهر كل المسئوليه . 

اصبح المواطن البسيط يتساءل اين الغاز المصري ولماذا اصبحنا نستورد هكذا بعد ان كنا من كبار المنتجين ؟  . 

واعتقد ان هذا هو التحدي الاكبر الذي يجابه الوزير في ايام عمله الاولي . تصريحاته تدل علي وجود اولويات مرتبه في خطته بدايه من توفير المنتجات البتروليه  للخدمات الاستراتيجيه و انتهاء بالتنمية البشريه بالقطاع . لا يجب ان تفترض ما الذي يجب ان يقوم به أولاً من وجهه نظرك ، بل عليك ان تعطيه فرصه لقراءة المشهد عن قرب وان يفهم الصوره الحيه التي يعيشها القطاع . هي صورة مزدحمة بالاحداث والمشاكل والمطالب والمظالم ، وتحليل هذه الصورة يتطلب الصبر والرؤية الثاقبة المتأنية .  

لا تعتقد ان سياسات استمرت عشر سنوات رسخت في الاذهان والعقول سيتم تغيرها في اسبوع او اثنين ولكن ستأخذ وقتاً وتبدأ صغيرة  وتكبر مع الوقت . هناك احتياجات للوطن اهم من اي مصالح او تغييرات في المناصب او القيادات . يجب ان تسير السفينه بهدوء حتي يتمكن الربان من امتلاك زمام الامور ويعرف نقاط الضعف والقوه بها . 

هناك زمرة الشركاء الذين يتطلعون الي تلك الشخصية الجديدة لتري كيف سيتصرف معها فيما هم مهمومين به من استحقاقاتهم المالية المتراكمة. الكل يتطلع الي الاحرف الاولي التي ستخرج من القيادة الجديدة لتحدد اتجاه الريح في اول الرحله . 

لا تتعجلوا اموركم الشخصية فكل هذا يجري في اعنته بلا مشاكل ولكن انظروا الي المشاكل الكبري التي تحطمت عليها سفينة الوزارة السابقة . هذا هو الامتحان الحقيقي و هذا اول مشهد يظهر حرفه الربان . ليس هناك اسرع من الايام وكل ما نتمناه ان نري قبساً من نور في وسط هذا الظلام والتخبط الذي عاني منه القطاع في الشهور الاخيرة وعلينا ان نستمع لبعض بقلوب صافية ونوايا تبغي وجه الله وهذا الوطن الذي ائتمنا علي واحده من اغلي ثرواته. 

الشعب ينتظر من القطاع الكثير وكل ما هو مطلوب حالياً ان يأخذ الوزير الجديد في فرصته في الاطلاع علي النقاط الساخنه التي هي بالفعل  تمثل اوجاع هذا القطاع،  ودعوة يعمل في هدوء وساعدوه بما يتوافر لديكم من معلومات  ولا تبخلوا بها صغيرها وكبيرها ولا تكونوا عبئاً عليه بأن تفرضوا انفسكم بغية الحفاظ علي منصب او وظيفة فذلك اسلوب ينتهي مفعوله بعد اشهر قليليه ومآله الي زوال  . 
اصبرو .. و اتركوه يعمل يرحمكم الله . والسلام ،  

#سقراط