د جمال القليوبي يكتب: مكامن الغاز الضحلة بين الدلتا ومدخل المتوسط 

تتحدث جيولوجيا مصر التاريخية ان انحسار البحر الأعظم الذي امتدت عبر الصحراء الغربية الي الاتجاه الشمالي لشواطئ البحر المتوسط وتحديدا توابع الصدوع التي طوقت حوض الدلتا ، ويظهر تاثير الترسيب الجيولوجي التدريجي من المدخل الشمالي للصحراء الغربية وتظهر ظاهرة الجزر للبحر القديم الي دفع كثير من الطبقات الجيولوجية التي تكون الحوض الدلتا وادي ذلك الي ازاحة الدلتا بمعدل ٥امتار سنويا في اتجاه البحر، وتمثل التراكيب الجيولوجية لمثلث الدلتا المصرية بمنظور الإزاحة من القديم الي وقتنا الحالي انتشار واسع من  التكوينات الرسوبية والتي تأثرت بالحركات الارضيّة التكتونية لمياه المتوسط وطاحت بها يمينا في مناطق عميقة لحدود فلسطين واسراءييل وجنوب لبنان وامتدت بها شمالا حتي قرب المياة القبرصية وانتشرت يسارا بالتقاء رصيف قاري لمعظم الجزر اليونانية . وتوضح معظم الدلالات الروسوبية والتي ظهرت داخل المياة الإقليمية المصرية في المتوسط الي ضخ الدلتا تفريعاتها كاحواض رمليه تشكل رسم قنوات رملية وبعضها الاخر تتشكل في عدسات رمليه وتعتبر الترسيبات للعصور الجيولوجية التي تشكل الطبقات المتتابعه تراكيب الدلتا والتي استنبط أسماءها من بعض المدن والمحافظات الموجود في مثلث دلتا مصر حيث يبدا التكوين بطبقه ببلقاس ثم ميت غمر والوسطاني وكفر الشيخ  وأبو ماضي وقواسم وتتواجد تجمعات الغاز الطبيعي في طبقات الوسطاني وكفر الشيخ وابوماضي وقواسم ولدي مصر تاريخ حافل من عمليات البحث والتنقيب والاستكشافات داخل المثلث الترسيبي لحوض الدلتا ولدينا امثله كثير للحقول المكتشفة منها ابو ماضي والوسطاني وجل جل ودسوق.
وهنا اريد ان أوجه القاريء بمختلف الثقافات الجيولوجية والبترولية الي ان هناك مناطق بها قدرات من الغاز الطبيعي تفوق حقول الغاز الكبيرة في المتوسط وتلك المناطق لم يكون لها حظا في عمليات البحث والتنقيب والاستكشاف نظرا لكثير من المعوقات العملية وتمثل المنطقة التي تسمي حزام قاعدة مثلث الدلتا العريضة والتي تمثل الشاطيء المصري من العريش حتي مطروح ومسافة ممتده داخل البحر فيما لايزيد عن ٦الي ٧ كيلومترات من شط البحر المتوسط حيث يتراوح عمق المياه بين ٦الي ١٠مترات ٫ واحد اهم المعوقات في المنطقه عدم قبول كثير من الحفارات البحرية الدخول لتلك المياه الضحلة لعدم ايجاد وضعيه بحرية امانه يتثني منها حفر آبار عمودية سريعه وايضا هناك مشاكل لعدم وجود سفن شحن بحرية تعمل للحفارات في ذلك العمق ٫ وهنا اريد اوضح أهميه ما اكتب في هذا الموضوع حيث ان التجربة الوحيدة التي نجحت في عمليات الحفر في تلك المنطقه من حزام المتوسط وهي شركة بترول بلاعيم وكانت هناك قصه نجاح قيمه أنتجت احد الحقول التي ظهرت قبل حقل ظهر العملاق وهو حقل نورس الذهبي والذي دعم انتاج الغاز المصري بما يزيد عن مليار ونص قدم يوما ابتداء من عام ٢٠١٦ وترجع قصه نجاح وانجاز حقل نورس الذهبي الي الدراسة الجيولوجية القيمه والتي أظهرتها وايدتها ادارة الاستكشاف بالشركة في عام ٢٠١٤ وبينت ان هناك امتداد لقنوات رسوبية تمثل عصر الميسسينين متمثله في تكوين طبقه ابو ماضي في المسافه الممتده حوالي ٣كيلومتر من شاطئ كفر الشيخ . وعندما اثرت ذلك المشروع الذي انجزه فريق عمليات الحفر بالإدارة العامه للعمليات بالشركة في اصعب وقت يمر علي مصر من نقص حاد في انتاج الغاز ومناطق كنا نعاني فيها من مشاكل أهل الشر وقام فريق عمل المشرع بعمل مسح للحفارات البحرية  التي تستطيع العمل في عمق مياه حوالي ٧أمتار وايضا سفن المعدات التي قد تقبل هذا العمق الخطر ولم يجد فريق العمل غير المعوقات ولم ييأس مهندسي الحفر من ابتكار وتحديد مساحه علي الشاطئ والذي كان يمثل بمنطقه سياحه وتم تحديد الموقع المرغوب فيه وعمل فريق للتخاطب مع محافظه كفر الشيخ وقوات حرس الحدود وايضا مالك الارض الشاطئية وتوصل الفريق الي تحديد منطقه لاتزيد عن ٤٥٠متر ثم تحديد حفار بري وتصميم الآبار كي تكوني ماءيلة الي درجات ٥٨ و٦٠درجه ثم ادخال عدد ٢حفار اخر بري كي يعملوا في نطاق المساحة ويتم إنجاز ١٣ بئر ا وتتكاتف الجهود من فريق العمل لكلا من الانتاج والمشروعات لسرعه وضع الآبار علي الانتاج في سنه ميلاديه.
ان الإرادة المصرية والكوادر أينما وجودوا يصنعون المستحيل من اجل الوطن وهم قادرون علي ايجاد الحلول وتذليل الصعوبات وفي قصه نجاح انتاج حقل نورس والذي دعم إنتاجه قطاع الكهرباء في ٢٠١٦ ثم قصه نجاح دخول حقل ظهر علي الانتاج غيرت حري ه انتاج الغاز الطبيعي لكل مصر ٫ومن هنا اجد ان منطقة حزام دلتا نهر النيل تلك المساحه المتقابلةمع شواطئ البحر المتوسط ومتداخله به بنحو بضع كيلومترات لابد ان نعيد تقييم الترابط للتراكيب الجيولوجية بها وإجراء عمليه معايرة لكل الآبار التي تم حفرها والأخذ في الاعتبار قصه النجاح السريعه لاحد اهم حقول مصر وهو حقل نورس الذهبي ....والي تكمله قادمه