د جمال القليوبي يكتب :أين مصر من الاستثمارات النفطيه في أفريقيا ..

لا ادري لماذا كان ينتابني هذا الشعور دائما من خلال مجال عملي وزياراتي في دول القارة السمراء والتي شاهدت فيها من الإنجازات المصرية لكثير من المشروعات سواء ء في النقل او البنية التحية او السدود او الاتصالات او حتي الإرشادات الصحية والزراعية والتي انتشرت فيها الشركات الخاصة والحكومية تنقل القدرات التقنية المصرية ٫ السؤال الملح لي هو أين الاستثمار البترولي المصري في هذا القارة التي اثبتت كل الدراسات ان الاحتياطي العالمي من الغاز الطبيعي يتواجد بنسبه ٢١٪؜ وكذلك الاحتياطي الحديث للنفط يتراوح بين ٢٨-٣٠٪؜ كما أوردته وحده الطاقة الأوربية . ولم تترك الدول المستعمرة او حتي الدول الاقتصادية الكبري وال٢٠ G الكبار  السبيل للحصول على اي موارد للنفط والغاز داخلها فتقاسمت خريطة الدول الافريقية ال٥٦  وأنشأت مجمع خط انتاج من نهاية شمال افريقيا وبداية في وسط افريقيا مرورا بمعظم الدول التي تنتج مثال نيجيريا والكونغو وأنجولا وغانا وغنينا ومالي والنيجر وزيمبابوي وساحل العاج الي الكاميرون علي المحيط ٫ ولم تنجح كل الشركات العالمية في ايجاد عماله مدربة او اليات أمنية تتيح لها عمليات البحث والتنقيب والاستكشاف او حتي الوصول بالإنتاج الامن  غير البعض القليل من الشركات الفرنسية والبريطانية والإيطالية والأسترالية والصينية والماليزية والكندية حديثا.وقد يبدوا ان التطور السريع والمعاناة الاقتصادية الطاحنة للدول الافريقية وافتقار الكهرباء والوقود جعل الصرعات القبلية الطاغية علي حجب الاستثمارات البترولية والتي أوقفتها الحروب الأهلية تبعها حركات تحررية سواء بانتخابات جديدة من المثقفين سياسيا واقتصاديا وتولت مقاليد حكم البلاد كمافي السنغال وجيبوتي وزيمبابوي والكاميرون٫ وهناك ١٠ دول أفريقية ظهر فيها البترول منذ اكثر من ١٠٠سنه كما الحال في مصر وتبعها متاخرا دول ليبيا والجزاءير ونيجيريا والكونغو وأنجولا وتشاد والجابون وخلال العشر سنوات الماضية ظهرت فيها النفط والغاز الطبيعي وهي دول جنوب السودان والنيجر وموزمبيق وغينيا الاستوائية ومالي واريتريا وجيبوتي وهناك دول مازالت لديها تطلعات لاستثمارات بحث وتنقيب عن البترول والغاز وهي زامبيا ونامبيا وموريتانيا ومالاوي وتسعي حكومات تلك الدول الي دعوة شركات نفطية حديثه ليس لديها سابق خبرات في الدول الافريقية ومنها الكندية والأسترالية والنرويجية والإسبانية . وتعاني تلك الشركات الحديثة للبحث والتنقيب والاستكشاف في افريقيا من مشاكل كبيره في ايجاد العماله والخبرات التي تقوي علي العمل في الظروف الافريقية وكذلك التمويل المحدود والذي تخشاه نوعيات تلك الشركات ذات الميزانيات الصغيرة٫ وكان للدور المصري بروزا واضحا في السعي لحل تلك الأزمة التمويلية وإعطاء الفرصة للحكومات الافريقية في ان يكون لها دور بعد توقيع اتفاق تاسيس البنك الافريقي للطاقة AEBبين كل من منظمة منتجي البترول الأفارقة APPO والبنك الافريقي للتصدير والاستيراد Africki والذي يعد نقطة انطلاق وتحول في سياسة الاستثمارات النفطية في القارة السوداء والذي يتيح للتعاون بين الدول الافريقية لنقل الخبرات والتجارب الناجحه من العشره دول ذات السبق في نجاح الاستكشاف والإنتاج . وهنا أقول لنفسي السؤال الم يحين الأوقات كي تتبني الحكومة المصرية مشروعها القومي كي تقف خلف الشركة العامه للبترول وندبر لها مبلغ للاستثمار البترولي في اي من الدول الافريقية القريبه ونشكل فريق من الخبرات من كواردقطاع البترول في الحفر والإنتاج والاستكشاف والخزنات ونستخدم من لدينا في مصر من معدات ومواسير تبطين ورؤوس ومحابس وآلات تجهيز الآبار ومضخات الإنتاج والتي تمتلىء بها المخازن في الشركات المشتركة والعامه والجزء الاكبر منها يعود الي ملكيه الدولةولدينا الحفارات والعمال والفنيين والمهندسين والخبرات من المصريين الذين عملوا في الدول الافريقية مع الشركات العالميه ونستطيع الاستفاده منهم في ادارة تلك المشروعات الاستثمارية والتي تستطيع انجاح تلك المشروعات وتمكن للدولة المصرية الحصول علي حصص من تلك الاستثمارات في البترول والغاز الطبيعي وهذا ما نحتاجه في اسرع وقت لسدالعجز الحالي وتوفير المزيد من كميات البترول والغاز  لمستقبل الأجيال القادمه  والي تكمله قريبه...

--
Dr GG