الجمعة 03 يناير 2025 الموافق 03 رجب 1446

سيد سالم يكتب: ثورة ٢٣ يوليو يا أهل مصر

64
المستقبل اليوم

سيد سالم يكتب: ثورة ٢٣ يوليو يا أهل مصر 

 

فى عهد الملك فاروق الأول ملك مصر والسودان ، تولى بلدياتى من المنيا الدكتور طه حسين وزارة المعارف فى حكومة الوفد الاخيرة من سنة ١٩٥٠ الى سنة ١٩٥٢ ميلاديه ، ونادى وقتها بمجانية التعليم فى المرحلة الابتدائية ؛ قائلًا مقولته المشهورة (التعليم كالماء والهواء) ؛ إلا أن طلبه هذا لم يلقى وقتئذ اذن صاغية . ثم جاءت ثورة ٢٣ يوليو سنة ١٩٥٢ فحققت ماهو ابعد من رؤية الدكتور طه حسين ؛ بأن جعلت التعليم بالمجان ليس فقط فى المرحلة الابتدائية ولكن ايضا فى كل مراحله ، وكنا نحن أجيال تلك الفتره أول المستفيدين من هذا المشروع الانسانى لشعب كان مغلوب على أمره . بل وامتد اثر هذه الثورة المجيدة الى الخارج ، فكانت ملهمة لجميع الشعوب المستضعفة و المغلوبة على امرها فى المنطقه العربية وافريقيا ، وصارت قدوتها فى الكفاح من أجل مستقبل أفضل . حيث انتفضت تلك الشعوب مطالبة بحريتها وباسترداد مقدراتها وزمام امورها التى كانت إما بيد مستعمر غاشم أو بيد ملوك فاسدين أو حكام موالين للغرب .


هذا وبعد ثورة ٢٣ يوليو أصبحت قناة السويس ملكًا خالصًا لمصر ، ذلك عندما قام قائد الثورة الزعيم جمال عبد الناصر بتأميم شركة قناة السويس العالمية سنة ١٩٥٦ ، وحارب بجيش مصر وشعبها بريطانيا وفرنسا واسرائيل . ثم تلا ذلك تأميم التجارة والصناعة التى استأثرت بها حفنة من الأجانب دون المصريين ، وتم تأسيس الصناعات الثقيلة التى هى عصب الصناعة في أي دولة ، كما تم القضاء على الإقطاع وتحرير الفلاح المصرى وتمكين العامل وبناء الجيش ومحاربة الجهل بالبدء فى محو الأمية ، وقد تملك الشعب زمام أمره وأصبحت مصر للمصريين .


وتمر السنين وتخرج الشباب المصرى الذى تمتع بمجانية التعليم فالتحق بالعمل فى المشروعات العملاقة التى أنشأتها الثوره ؛ مثل مصانع الحديد والصلب فى حلوان ، ومصانع الالمونيوم فى نجع حمادي ، ومصانع السيارات فى وادى حوف ، وايضا مختلف المصانع والمزارع التى انشئت على ارض مصر ، وقبل كل هذه المشروعات وعلى رأسها جميعًا ؛ كان مشروع السد العالى الذى حول الزراعة الموسميه فى مصر الى زراعة دائمه طول العام ، والذى أدخل الكهرباء فى كل المدن ومعظم الأرياف ، والذى حمى البلاد من سبع سنوات جفاف قد مرت عليها من سنة ١٩٨١ الى سنة ١٩٨٧ ، كذلك أنقذ مصر من فيضانات مدمره سنة ١٩٩٨ ، ١٩٩٩ و سنة ٢٠٠٠ ميلاديه . هذا وعالميًا قد تم اختيار السد العالى ( ايقونة مشروعات الثورة ) كأحد أعظم عشر مشروعات فى العالم خلال القرن الماضي أفادت البشرية وتتميز باستخدام أعلى تكنولوجيا .


بكل الفخر والاعتزاز أهنىء الشعب المصرى العظيم وقيادته السياسية وجيشه الباسل بالعيد الثانى والسبعين لثورة الثالث والعشرين من يوليو المجيدة . 


كاتب المقال- رئيس شركة خالده الاسبق




تم نسخ الرابط