مجرد رأي…السلامة ليست بتنظيم الوقفات
كل سياسات العمل والتقدم تدعو الى (الحركة)، الحركة للأمام طبعاً . الحركة معناها نشاط و تغيير و حيوية ، هذا هو عهدنا بالحياة بما احتوته ومررنا من احداث وخبرات ، ونحن مثلنا مثل سائر البشر في كل انحاء الكوكب فيما اتفقوا عليه من سبل للنجاح . اما قطاع السلامه لدينا فعندما يتطلع لمستقبل افضل فأنه ينظم (وقفة) ؟!! منطق معكوس وغريب فليس بتلك الوقفات أياً كان محتواها يمكن ان يتقدم مثل هذا القطاع الاستراتيجي .
بعد كل حادث او كارثة نسارع للوقوف نستعرض فيه حشد من العاملين مع بيان ساخن المضمون بضرورة التمسك بالإجراءات وما الي ذلك من نصائح معادة ومكرره و اصبحت تلك الوقفات لكيد العزال ليس الا ونغفل الحركة السريعة نحو دراسة و معالجة الخلل او الاخفاق في اتباع التعليمات ونعاقب المسئول والمتسبب او مكافأه من ابلى حسناً ، وتكون هناك في نفس السياق ورشة عمل تعقد علي وجه السرعة بعد كل حادث لدراسة اسبابه بكل شفافية . لن نلعب أبداً دور من يتصيدون الاخطاء وينظرون في الامتيازات الممنوحة لقيادات هذا الادارة من مكاتب وسيارات فاخرة كعوازل القوم و لكننا لن نتواني أيضاً عن توجيه النظر نحو اختصار دور هذه الوقفات في اثبات ان كل شئ تمام وان كل ما يحدث هو مجرد اكاذيب وادعاءات وتنتهي بسلام ويعود الجميع الى سيرته الاولى حتى يحين موعد وقفة اخرى مع كارثة جديدة . بدأت بدعة هذه الوقفات منذ سنوات ولم نرى لها اثراً او نتيجة واضحة بل رسخت وقف الحال للأسف وتكاليف ليس لها مردود .
سلامه ارواح البشر وممتلكات الدولة هي هدف معنوي ومادي كبير وخسائرها تمس الجميع لا افراد ولاحتي شركات بعينها . و نحن ندرك ان الحوادث والفواجع وارده في كل نشاط و ليست بدعة ولا ننفرد بها ولكن التعلم من دروسها هو العنصر المهم والحاسم لعدم تكرارها بنفس ظروفها . ونحن هنا نعرض علي رئيس الهيئة فكرة تشكيل (اللجنة العليا الدائمة للطوارئ) تكون من عدة نيابات معنية من الهيئة والقوابض والشركات الكبري و برئاسته شخصياً و يكون من صميم عملها السيطرة والتنسيق مع غرف الطوارئ بالشركات ويمتد عملها الي الاشراف مركزياً و علي مدار الساعة علي كافة الاعمال والانشطة ذات الخطورة في كافة الشركات والمواقع ومراجعة كافة الظروف المحيطة بها واعتماد التصاريح الخاصة بها و تكون منوطة بإصدار اشارة البدء في اية اعمال لها صفة الخطورة البالغة وخاصة في المواقع الاستراتيجية الهامة بعد ان تكون اعدت كافة امكانيات الطوارئ لها وجعلها في وضع الاستعداد حتي انتهائها بسلام و يكون من صميم عملها أيضاً فرض الاجراءات الدورية او الطارئة و الموازنات اللازمة لاعمال تطوير وتحديث منظومات السلامه علي كل الشركات بمختلف انشطتها وتحديد القواعد التدريبيه العامة وفتراتها واعتماد معايير و اختيار مديري السلامة بالشركات والمواقع .
وارجو ان لا يستهين احد بهذا التوجه فهو موجود في صوره وزاره كامله في العديد من الدول . جميعنا في بوتقه واحده تنصهر افكارنا ومشاعرنا تجاه كل ما يؤمن العاملين والممتلكات بقطاع البترول الذي يمر كغيره بظروف اقتصاديه بالغة الصعوبة و لم يعد يمكنه تحمل اي خسائر اخري أياً كان نوعها او سببها . ولعل مقترحنا يكون اضافة ايجابية لهذا النشاط الهام .والسلام ،،