للاعلان

Mon,16 Sep 2024

عثمان علام

أيمن حسين يكتب : الرجل أقدر أم المرأة فى العمل

أيمن حسين يكتب : الرجل أقدر أم المرأة فى العمل

08:20 pm 25/08/2024

| رأي

| 590


أقرأ أيضا: 22 سبتمبر الجمعية العمومية لشركة العامرية للبترول

 

في العقود الأخيرة، أصبح مصطلح المساواة بين الجنسين أمرًا متفقًا عليه بشكل صريح أو ضمني في مجالات متعددة داخل سوق العمل. ومع ذلك، تتباين الآراء حول ما إذا كانت هناك اختلافات فعلية بين الرجل والمرأة تجعل أحدهما أفضل من الآخر في أداء المهام المهنية. بينما يدافع البعض عن فكرة أن الرجال والنساء يجب أن يتساووا في الفرص والمعاملة، ويعتقد آخرون أن هناك اختلافات بيولوجية ونفسية تؤدي إلى تفوق الرجل أو المرأة في جوانب معينة من العمل، وفقًا لطبيعة العمل في كل حالة على حدة. ففي بعض الأعمال يمكن القول إن الرجل أفضل، والعكس صحيح في أعمال أخرى بالنسبة للمرأة طبعا.

هنا يبرز السؤال: هل حقًا الرجل أفضل من المرأة في بيئة العمل؟ أم أن المساواة هي الطريق الأعدل للجميع، وأن هذه الفروق مجرد افتراضات خيالية وليست حقائق؟

تنبع بعض الافتراضات التقليدية حول تفوق الرجل في العمل من معتقدات قديمة تستند إلى أدوار اجتماعية محددة. على سبيل المثال، يعتقد البعض أن الرجال أكثر كفاءة في المهام التي تتطلب قوة جسدية أو اتخاذ قرارات سريعة، بينما تُرى النساء على أنهن أكثر قدرة على التعامل مع المهام التي تتطلب دقة، تواصل، ورعاية. ومع ذلك، أثبتت الدراسات الحديثة أن هذه الفروق ليست كبيرة إلى هذا الحد، وأن الكثير منها يعتمد على التربية والبيئة التي نشأ فيها الفرد، وطريقة تفكيره وخلفيته وثقافته، أكثر من كونها اختلافات بيولوجية حقيقية.

وعلى الرغم من التقدم الكبير في تحقيق المساواة بين الجنسين في العديد من المجالات، إلا أن النساء ما زلن يواجهن تحديات كبيرة في بيئة العمل. أهمها التمييز الوظيفي، حيث تعاني النساء من التمييز في فرص الترقيات وتولي المناصب القيادية. في بعض الأحيان، إد يُعتقد أن النساء أقل كفاءة في اتخاذ القرارات أو القيادة، رغم أن الدراسات تظهر أن النساء قادرات على أداء هذه المهام بكفاءة تضاهي الرجال، وربما نرى بعض النساء أكثر تميزًا من كثير من الرجال.

وهناك تحدٍ أراه من وجهة نظري أنه الأكبر بالنسبة للنساء، وهو التوازن بين العمل والحياة. حيث تتحمل النساء عادةً العبء الأكبر من مسؤوليات الأسرة، مما يفرض عليهن تحديات إضافية في التوفيق بين العمل والحياة الشخصية. هذا التحدي يبرز الحاجة إلى سياسات مرنة تدعم التوازن بين الحياة المهنية والعائلية. فنرى المرأة تعمل منذ الصباح وتعود سريعًا لتقوم بواجبها المنزلي، مثل تحضير الطعام أو تنظيف المنزل، بالإضافة إلى مسؤوليتها الكبيرة في متابعة تعليم الأطفال، أنشطتهم الرياضية، وكل التفاصيل الأخرى. ولو جرب الرجل أن يعيش هذه الظروف كاملة مكان المرأة، لواجه تحديات كبيرة في تلبية كل هذه الاحتياجات، على عكس المرأة التي تنجح غالبًا وبتفوق في اجتياز كل هذه المهام مجتمعة.

لذلك نعود مرة أخرى للتساؤل: هل الرجل أفضل من المرأة في سوق العمل؟ أعتقد وبكل حيادية أن افضلية الرجل على المرأة اعتمدت على معايير قد تكون غير موضوعية. من الناحية البيولوجية ولا توجد أدلة قوية تشير إلى تفوق أحد الجنسين على الآخر في أداء الوظائف فما يميز الأداء في العمل هو المهارات والخبرات الفردية، وليس الجنس.

وعلى جانب اخر نرى ان هناك العديد من المجالات التي أثبتت فيها النساء جدارتهن وقدرتهن على تحقيق نجاحات توازي بل وتتجاوز أحيانًا الرجال. على سبيل المثال، في مجال التعليم والرعاية الصحية، تبرز النساء بشكل كبير. ومن ناحية أخرى، يبرز الرجال في مجالات أخرى مثل الهندسة والعلوم، لكن هذا لا يعني أن النساء غير قادرات على التفوق في هذه المجالات أيضًا.

واخيرًا، أشير إلى أن المساواة في العمل هي ضرورة اقتصادية واجتماعية، فعندما تتاح الفرص المتساوية للجميع بغض النظر عن جنسهم فإن ذلك يؤدي إلى تحقيق المزيد من الابتكار والإنتاجية في مكان العمل.

لذلك، يجب على الشركات والمؤسسات تبني سياسات تمنع التمييز على أساس الجنس وتدعم التكافؤ في الأجور وفرص الترقيات وتقلد المناصب القيادية. ومن الضروري أيضًا توفير برامج تدريبية للموظفين والمديرين لتعزيز الفهم بأهمية المساواة بين الجنسين في العمل وتأثيرها الإيجابي على الأداء العام.

ولابد أيضًا من توفير خيارات العمل المرنة التي تساعد في تحقيق التوازن بين العمل والحياة الشخصية، مما يتيح للنساء المشاركة بفعالية أكبر في سوق العمل.

في النهاية، لا يمكن القول إن الرجل أفضل من المرأة في العمل أو العكس. ما يهم هو المهارات، الخبرات، والفرص المتاحة. ولا شك أن المساواة بين الجنسين في العمل ليست فقط مطلبًا عادلاً، بل هي وسيلة لتحقيق بيئة عمل أكثر تنوعًا وابتكارًا. فحينما يتمكن كل فرد، بغض النظر عن جنسه، من التعبير عن إمكانياته والنجاح في مجاله المهني، فإن ذلك ينعكس إيجابيًا على المجتمع ككل، ويؤسس لمستقبل أكثر عدلاً وإنتاجية.

واخيرًا، تحية لكل امرأة هي زوجة وأم تستطيع أن تقوم بمهام عملها وتلبي كل احتياجات بيتها وأولادها على أكمل وجه. أنتن صمام الحياة، وبدونكن لن تستقيم الدنيا.

الكاتب والشاعر 
أيمن حسين
مدير عام الإعلام 
جهاز تنظيم أنشطة سوق الغاز

أقرأ أيضا: عصمت : تركيب 178 ألف عداد كودي خلال شهر لمنع سرقات الكهرباء

التعليقات

أستطلاع الرأي

هل تؤيد ضم الشركات متشابهة النشاط الواحد ؟