مجرد رأي..مديرين على الرف
لا تتوقع أي تغيير او تحرك للأمام بدون اصلاح هيكلي شامل . الاصلاح الاداري يمثل احد اهم اضلاع هذا الاصلاح في صورته الكاملة . فما بين تحديد مهام نوعية جديدة لطبيعة عمل الشركات وحجم العمالة بها والمردود الاقتصادي لنشاطها و عدد الوظائف العليا والفنية التي تتحكم في شكل النشاط وقوته ، تكمن خطوات الاصلاح المطلوبة مهما كانت صعبة . المشكلة الكبري ان قطاع البترول يواجه حالياً جبهات كبيرة، و يأتي اكترها تعقيداً ما يخص عدد العمالة ونوعيتها وكثافتها من مكان لأخر ومن شركة لشركه .
فالقطاع يواجه علاوه الاستحقاقات الماليه الهائله استحقاقات ادارية للترقي لعدد ضخم ومتزايد من عامليه و التي تصل بالموظف الي قمة الهرم في عمر لا يتجاوز الخمسين بنظامها الحالي ، وبالتبعيه تبدأ معها مرحلة المطالبه بعمالة صغيرة السن مما اضطر الشركات لخلق نظام العمالة المؤقتة . وعلي الرغم من ذلك اختفي بسرعة حلم تحقيق التوازن الوظيفي بعد ظهور الضغط و الصداع المتواصل من تلك العمالة بأحقيتها في التثبيت .
و علي المحور الاخر تري عمالة بأعداد كبيره لا تؤدي عملاً منتجاً نتيجة تقدم السن والوظيفه بعد التحلي بمسميات وظيفية كبري ، و هناك محور لا يظهر علي الصورة فيه تري عمالة في شركات اخري بدون عمل علي الاطلاق . كافة تلك المحاور ادت الي الدخول في نقطة انغلاق شديدة بين عماله ثابتة لها حقوقها الوظيفية و بها اعداد كبيرة من مسميات الوظائف العليا لا يحتاجها حجم العمل واقعياً ، ثم اعداد عماله مؤقتة متزايدة ترغب في التثبيت و بالتالي زيادة حجم المشكلة الي درجة فقد السيطرة عليها .
كان اتجاه السلطة الادارية الي حلول مرحلية او مسكنه لتخطي مشكلة الهيكل التنظيمي في الشركات بهيكل خفي او موازي اختر ايهما ادق من الاسباب الرئيسية للوضع الحالي . فبهذا الحل جري منح ترقيات العاملين في توقيتها و في مسميات الدرجات الاعلى المعتادة وضمان الحقوق المالية لتلك الدرجات علي ان تكون تلك الدرجات يختص بها الموظف بأسمه و تبقي المسئولية الادارية والفنية الفعلية لمن يشغل الوظيفة القائمة في الهيكل التنظيمي ويظل الاخرون مجرد اصحاب القاب علي الرف .
انتج هذا النظام سلبيات فاقمت الوضع برمته برفض هؤلاء الانخراط في العمل كونه اصبح في نفس الدرجة الوظيفية لمصدر التعليمات ، وتبدأ حلقة مفرغه من التجنيب درأ للمشاكل وطلب عمالة نمطيه جديدة لتغطية حاجة العمل . وضع غريب وشائك وقائم من سنوات ويثقل كاهل القطاع بوظائف عليا فارغه المعني والمضمون وتسمع متعجباً انين الحاجة المستمر لعمالة في الشركات وهي مكدسة بمئات العاملين من اصحاب الدرجات الوظيفيه القابعين علي رف الراحة . لا بد من حل واقعي مستند علي دراسه محددة لهذه المشكلة التي اصبحت كجبل الجليد الذي يصعب ازاحته وكل مسئول يقوم بالدوران من حوله ويتركه ويمضي في رحلة عمله غير عابئ .
هناك بالطبع حلول او اجتهادات سنحاول وضعها تحت اعين المسئولين علها تكون مفتاحاً لحل هذه المشكلة الكبيرة . والسلام ،،
#سقراط