الأحد 22 ديسمبر 2024 الموافق 21 جمادى الثانية 1446

مجرد رأي…الأجتماع يبان من عنوانه يا سيادة الوزير

156
المستقبل اليوم

 


لا شك أن المهندس كريم بدوي يحاول جاهداً أن يقدم شيء جديد يدفع به عجلة الإنتاج داخل القطاع ، وهو يأمل على الثروة البشرية الحقيقية الموجودة بكافة الشركات ، لذا تراه يتحدث كثيراً عن العاملين والمورد البشري والأمن والسلامة والمرأة والشباب ، وكل ما يمت للعامل سواءً كان كبيراً او صغيراً بصلة ، تجده حاضراً في تصريحات الوزير ولغته وتوجهه الذي فهمه قطاع الإعلام فى الوزارة ، فبات يكتب وكأن الوزير قال فعلاً كل ما قيل ، وهذا جهد مشكور ونتمنى أن تنجح عمليات الدفع والتغيير والحركات فى ان يكون لها مردود إيجابي الأيام القادمة .

 

إجتماع اليوم وهو بيت القصيد ، جمع الوزير فيه قيادات القطاع جميعهم في قاعة كبرى بالشركة القابضة للغازات الطبيعية ، ظننت ان الاجتماع سيسفر عن قرارات وليس مجرد توجيهات او ما يشبه النصائح ، ويبدو أن "الإجتماع يبان من عنوانه"، مثله مثل الجواب الذي تتلقاه ، فإما من حبيب فأنت تعرف ما فيه من بشرى ، وإما مسجل بعلم الوصول او استدعاء من محمكة ، وشتان بين الإثنين .

 


عنوان الإجتماع اليوم هو الطاولة الأولى والثانية والثالثة ، فالوزير أجلس فى الصف الأول كل قيادات الوزارة ، بلا استثناء ، وخلفهم فى المدرج الثاني نواب الهيئة رؤوساء القوابض ، ثم فى المدرج الثالث نواب القوابض ، وفى المؤخرة رؤوساء الشركات المعنيين بالإجتماع ، وإن ذلك ليذكرني بالشاعر دعبس عندما قال : 
إني لأفتح عيني حين أفتحها على كثير ولكن لا أرى أحدا.


وهذا ما حدث ، فيبدو أن الوزير لم يرى المعنيين بالاجتماع ، حتى ان الرد على بعض القيادات الذين تكلموا جاء نمطياً ، هؤلاء لديهم مشاكل حقيقية فلماذا لا يتم الاستماع اليهم وحل مشاكلهم فوراً !

 

المهم وجدنا رؤوساء اكبر الشركات فى اخر الصفوف ، وإن لم يكن هناك تقدير وتبجيل واحترام للوظيفة وقوة الشركة فعلى الاقل للسن ، ولا يعقل ان نضرب البروتوكول في مقتل ويجلس الكبار فى الخلف والصغار فى المقدمة .

 

وإذا كان الوزير يريد بالفعل نقلة نوعية في القطاع واشعال روح المقاومة لدى رؤوساء الشركات واعطائهم دفعه واعادة حقوقهم وكرامتهم المسلوبة منذ سنوات اليهم ، فيجب ان يكونوا فى المقدمة ، لا لشيء الا لانهم هم العصا التي تبتلع حيات فرعون التي صنعها من سبقه ، وهم الاداة التي تقوي الوزارة والقوابض وكل الوظائف الاستشارية ، بل وهي التي تدفع رواتب وبدلات وعضويات وسيارات من يجلسون على المكاتب بدعوى انهم مسئولين ، رؤوساء الشركات يا سيادة الوزير هم الاحق بأن يجلسوا فى المقدمة ، وما عداهم يستمع منهم لأنهم الاحدر والاقدر والاهم ، لكن ما حدث اليوم لا ينبىء الا عن استمرار على ذات المنهج ، وهذا مالا نريده للوزير الجديد ولا نأمله منه ، لأنه قادم من بلاد يخدم فيها من يتولى ارفع واعلى منصب نفسه بنفسه ، فلا تجد له خادم ولا حارس ولا موكب .

 

ثم إن هذا الاجتماع تمت الدعوة اليه للاستماع للقيادات والذين هم رؤوساء الشركات ، فمن الذي تكلم ؟، يعني اظن ان القاعة كان بها اكثر من مائة رئيس شركة ، فهل تكلم منهم خمسة او عشرة ، لا اظن ، وهنا اقول : لماذا لم يطلب الوزير منهم ان يتكلموا وان يعرضوا مشاكلهم الحقيقية ، مشاكلهم المختبئة تحت ستار لو رفعه احدهم لاستبعد ولخسفت الوزارة به سابع أرض .

 

يا سيادة الوزير ، لازلنا نأمل فيك الكثير ، وارجو ان يعاد الاجتماع ثانية وتكون الغلبة والتقدم والجلوس فى الصف الاول لرؤوساء الشركات ، وما عدا ذلك فلن تسفر الاجتماعات عن شيء ، والسلام .

#سقراط




تم نسخ الرابط