دبى - خالدالنجار :
طالب صناع الحديد بشمال افريقيا والشرق الاوسط بضرورة التدخل لدعم تلك الصناعة الهامة لما لها من دور مؤثر فى دعم مشروعات التنمية وتعزيز البنية التحتية . واتفق المشاركون على ان شمال افريقيا بحاجة ماسة لدعم صناعة الحديد للطلب المتزايد عليه المرحلة القادمة . جاء ذلك خلال فعاليات المؤتمر الدولي العشرين لمنتجي الحديد والصلب بدبى...وقال جورج متى مديرالتسويق بمجموعة حديد عز أن استهلاك شمال افريقيا من الحديد فى ٢٠١٥ بلغ قرابة ٢٠ مليون طن ، مشيرا الى إن مصر والجزائر أكثر دول شمال افريقيا استهلاكا للحديد ، حيث يستهلكان ٨٠٪ من حديد التسليح و٢٠٪ من الحديد المسطح، مشيرا الى ان مصر تنتج خمسة ونصف مليون طن سنويا وتواجه الجزائر عجز كبير يصل الى حوالى ٤ مليون طن ، وتعتمد مصر والجزائر وتونس على المصانع الحكومية لانتاج الحديد لكنها متهالكة وتعمل بتكنولوجيا متأخرة وعفى عليها الزمن ، وأغلبها شبه متوقف . مشيرا الى ارتفاع نسبة استهلاك البليت بدول شمال افريقيا ووصل حجم الاستيراد الى ٦ ونصف مليون طن خلال العام الحالى ، وتستورد مصر وحدها مايزيد عن ٣ مليون طن من البليت. مضيفا أن مشكلة عدم توافر الخردة من اهم المشاكل التى تواجه هذة الصناعة بالاضافة لعدم وجود خام كاف مما يؤدى الى استيراد البليت. وقال ان عجز ميزانية الجزائر الذى وصل هذا العام الى ١٥٪ ادى الى استقطاع جزء كبير من الاستثمارات وتقليصها مما أدى لانخفاض حجم انتاج الصلب وتراجع الاستهلاك فى الجزائر ووصل ٦٪ ومن المتوقع وصوله ٥٪ العام القادم . وهذا مؤشر سلبى ، وقال ان العجز الشديد فى الصلب المتاح لتلبية الطلب المحلى بالجزائر ادى لتنفيذ مشروعين كبار احدهما بشراكة بين قطر للصلب وسدير الجزائرية لانتاج ٢ ونصف مليون طن حديد مختزل بالاضافة الى ٢ مليون طن صلب سائل ، كما دخلت الجزائر شراكة مع تركيا لانتاج ٢ ونصف مليون طن حديد لتلبية احتياجات مصانع الدرفلة فى ٢٠١٧... و قال أن مصر تشهد ملامح قوية وواضحة للتعافى الاقتصادى خلال العام القادم لتعويض انخفاض النمو الاقتصادى نتيجة التحديات التى واجهت الاقتصاد بسبب العحز فى العملة الصعبة وعدم القدرة على تلبية احتياجات الاستيراد ... مشيرا الى ان هناك دوافع ومعطيات تعزز النمو ودفع التنمية وتزايد الطلب على الحديد من خلال المشروعات العملاقة والتى تتمثل فى مشروعات الاسكان الاجتماعى وزادت ميزانيتها بصورة كبيرة وتحتاج ما يزيد عن ٨٠٠ إلف طن حديد سنويا ، بالاضافة الى استثمارات الخط الرابع لمترو الانفاق ومحور تنمية قناة السويس بمشروعاتة الواعدة ، بالاضافة الى التوسع الذى تقوم به الدولة المصرية فى مشروعات مياه الشرب والصرف الصحى ومحطات الكهرباء العملاقة والبدء فى بناء المحطة النووية العام القادم ، وكذلك مشروع المليون ونصف مليون فدان ، والمثلث الذهبى ، وهذة المشروعات كفيلة باستخدام كميات كبيرة من الحديد وتحتاج الى كثافة عالية فى استخدام الصلب ، ولذلك هناك معدل نمو فى الطلب على الحديد فى مصر من ٤- ٥ ٪ خلال العام القادم. واستهلاكات من حديد التسليح تزيد عن ٧ ملايين طن .... وقال جورج متى أن نجاح الحكومة فى تنفيذ خطة الاصلاح الاقتصادى والتى تعتمد على ضبط سوق الصرف عزز جذب استثمارات اجنبية وجعل الصادرات المصرية اكثر تنافسية ، و نحتاج لترشيد الاستيراد وزيادة الحصيلة الدولارية من قرض صندوق النقد الدولى ، بالاضافة الى حصيلة تحويلات المصريين بالخارج ، مما يعزز استيراد الخام ... واضاف أن زيادة الغاز الطبيعى لمواجهة احتياجات الصناعة من الطاقة سيدعم صناعة الحديد فى مصر ويحسن أحوالها كصناعة هامة... مشيرا الى ان احتمالات النمو فى دول شمال افريقيا تختلف من دولة لأخرى ، وستواجه الجزائر معاناة خلال العامين القادمين نتيجة انخفاض أسعار البترول وتقليل الميزانية وضعف الطلب على الاستهلاك لتراجع الاستثمارات الحكومية ، وستستفيد المغرب من زيادة المشروعات والاستثمارات خاصة بصناعة السيارات والفضاء والطاقة المتجددة لاحتياجها لكميات من الحديد، وسيعتمد موقف ليبيا على انتهاء الحرب الاهلية حيث يعمل مصنع ليبيا للصلب بنصف طاقته ، ولاتوجد بتونس دوافع للتنمية تسمح بزيادة الطلب على الحديد . وقال متى إن الطلب فى منطقة شمال افريقيا يتمثل فى ٢٠ مليون طن ، يتم استيراد ثلثى الكمية سواء بيليت أو منتج نهائى والثلث انتاج محلى ...وأجمع المشاركون المصريون فى المؤتمر على إنه لابد أن تتخذ الحكومة اجراءات ضد الوارادات المغرقة والتى استحوذت على ٢٥٪ من السوق المصرى مما أثر على حجم الانتاج وأدى لخسارة كبيرة لصناعة الصلب المحلية . وأكدوا أن مشاكل الطاقة وعدم توافر الغاز ، وأجمعوا إن الاغراق تحد كبير لصناعة الحديد فى شمال افريقيا .