الجمعة 04 يوليو 2025 الموافق 09 محرم 1447

كلمتين ونص... وبعضي مُشتاق لبعضي ..فهلّا أتيت

14
المستقبل اليوم

لم يكن حباً ولم يكن افلاطونياً ذلك الذي نسبوه للفيلسوف اليوناني الشهير افلاطون ، فقد كان كغيره من الفلاسفة يحتقر المرأة ويرى أن الجنس هو أولى مراحل التقارب والعشق بين الطرفين ، لكنه لم يكن تواقاً الى الحب السامي فوق كل شيئ ، حب المشاعر والأحاسيس دون القرب .

وقد اشتهرت عبارة "الحب الأفلاطونى" واصبحت أكثر استخداما، عند الحديث عن قمة المشاعر الرومانسية ، لكن لا يعرف على وجه التحديد من أين جاءت تلك الجملة ولا من هو صاحبها ، مثلها تماماً جملة الحب العذري التي شاعت في الأدب العربي منسوبة لحب "عنتر وعبلة وكثير بثينة وقيس وليلى" ، فكلهم تقاربوا واكتووا بنار الوجد ولولا ذلك ما كتبوا معلقاتهم .

و فى كتاب "دوامات التدين"، يكشف مؤلفه الدكتور يوسف زيدان ، أن لا وجود لشىء اسمه "الحب الأفلاطونى"، وأن الفيلسوف أفلاطون المنسوبة لاسمه العبارة، لا شأن له بالحب والغرام بين الرجل والمرأة ، بل كمعظم مفكرى وفلاسفة اليونان القديمة ، يحتقر المرأة.

يقول زيدان فى كتابه: لعوام الناس، الذين لديهم شغف شديد باستعمال الكلمات الطنانة الرنانة، حتى وإن كانت جوفاء المعنى وفارغة الدلالة ، من ذلك قولهم "الحب الأفلاطونى" إذا أرادوا وصف غرام رجل بامرأة ، من دون أن يكون لهذا "الغرام" أهداف حسية أو شهوانية.

وفى حقيقة الأمر، لا علاقة لأفلاطون بمثل هذا الأمر، ولا شأن له أصلا بالحب والغرام بين الرجل والمرأة ، بل كان أفلاطون ، فى واقع الأمر، مثل معظم مفكرى وفلاسفة اليونان القديمة ، يحتقر النساء و أن كلمة "الغرام" أيضا تعنى فى الأصل اللغوى: "العذاب".

لكن المُحب الحقيقي هو ذلك الذي ينادي محبوبه بكلمات محمود درويش ويقول: فبعضي لديّ وبعضي لديك .. وبعضي مُشتاق لبعضي .. فهلّا أتيت.




تم نسخ الرابط