تجربة خالد إبراهيم في بترومنت…كلمتين ونص
تجربة خالد إبراهيم في بترومنت…كلمتين ونص
الإدراك الحقيقي أن تعرف الماضي وتعيه بكل جوارحك حتى تعي الحاضر وتستطيع الحكم عليه مجرداً من أي ضغوط أو وجهات نظر غير حقيقية ، خاصةً إذا كان ما يحدث في حاضرك إيجابياً مغايراً لما حدث فى الماضي .
وأعتقد أن تجربة المهندس خالد إبراهيم في شركة بترومنت ، قادرة أن تحكي وتسطر ألف حكاية وحكاية للعاملين بالشركة أولاً ثم للشركة ذاتها بجدرانها ومواقعها ومعداتها وأرضها .
القصة بدأت منذ عدة أشهر ، عندما صدر قرار المهندس طارق الملا وزير البترول والثروة المعدنية ، بتولي المهندس خالد إبراهيم رئاسة شركة بترومنت ، ليُصلح ما أفسده الدهر في شركة قوامها سواعد العاملين بها ، فليس لديها آبار ولا مخزون من الغاز والزيت يسد احتياجاتها وقت العوز ، شركة كنا نصحو يومياً على حجم توقيعات لمشروعات "طبعاً وهمية"، لو كانت صحيحة لأصبحت بترومنت أفضل من أرامكو السعودية ، ثم أكتشفنا جميعاً بما فينا صاحب القرار ، أن كل هذه دعاية واهية مثلها مثل بيانات وزير الإعلام الهتلري جوبلز هوهو الذي كان يملئ الدنيا صياحاً بانتصارات الواهية أو حتى محمد سعيد الصحاف .
ولأنه كان لابد من إنقاذ سريع جاء قرار المهندس خالد إبراهيم ليضع حداً للبيانات الواهية ، ولتبدأ بترومنت عصراً جديداً من الإنجازات الحقيقية ، على يد رجل لطالما تعلم وعمل في مدرسة الأبطال "بتروجت"،وليكون هو الأداة التي تُقيل بترومنت من عثرتها وتنتشلها من الوحل الذي كانت فيه .
لم يفعل المهندس خالد إبراهيم الكثير ، لكن البداية كانت صحيحة ، فقد بحث عن عقول الشركة المدفونة ، وأعاد الحق للمظلومين ، ووضع الرجل المناسب فى المكان المناسب ، وأخذ بيد الصنايعية والحدادين والمهندسين ، وكانت النتائج مبهرة ومبشرة في ظل ظروف إقتصادية تأكل الأخضر واليابس .
ولا نريد التأكيد على كلامنا بالأرقام ، فحتماً سيأتي وقت "وهو قريب"، نذكر فيه الأرقام ونسطرها ونسوقها إليكم ، لكن نترك التأكيد على هذه الكلمات من داخل الشركة ، من موظفيها ، من عمالها وفنييها ومهندسيها ، من سيداتها ورجالها ، هم أقدر منا جميعاً على الحكم على تجربة المهندس خالد إبراهيم .
وليس هذا بجديد على سواعد بتروجت عندما يتولون أي منصب وأي مسئولية ، وأعتقد أن تجربة المهندس محمد عبدالحافظ عندما تولى رئاسة شركة صان مصر قادماً من بتروجت ، كانت دليلاً واضحاً على أن خريجي بتروجت لا يستعصي عليهم شيء ، ولو كانت هذه الزاوية تسمح ، لسطرت لكم عشرات بل مئات التجارب الناجحة والساطعة لقيادات بتروجت على مدار تاريخها ، عندما قذفت بهم الشركة لأماكن أخرى ، والمهندس خالد إبراهيم أحد فروع هذه الشجرة المثمرة التي تظلل على كافة الشوارع والطرقات .
ولو كنتم تظنون أنني أقول كلاماً مرسلاً وعبثياً ، فسأدعكم في ظنونكم ، حتى يأتي الوقت الذي نزف إليكم عشرات الأخبار السارة عن مولد كيان جديد إسمه "بترومنت"، داخلياً وخارجياً ، لكن حتماً القابعون داخل جدران المكان يعلمون جيداً الفرق الواضح بين الغث والسمين ، وبين الجد والهزل وبين العمل والخمول ، وبين من يقول ويعمل ومن يقول ولا يعمل ، وبين من يكذب ويتجمل وبين من يصدق ويتأمل .
#حكاوي_علام