السبت 21 ديسمبر 2024 الموافق 20 جمادى الثانية 1446

أحمد زكي يماني.. عرّاب الذهب الأسود الذي هدد بتفجير آبار النفط

13
المستقبل اليوم

أحمد زكي يماني.. عرّاب الذهب الأسود الذي هدد بتفجير آبار النفط 

 

كان يطلق عليه "عراب الذهب الأسود"انه 
أحمد زكي يماني وزير النفط والثروة المعدنية السعودي ، ولد زكي يماني في مكة عام 1930، وبعد أن أنهى مرحلة الدراسة الثانوية هناك، سافر إلى مصر وحصل على البكالوريوس في الحقوق من جامعة القاهرة عام 1952 وفي عام 1955 حصل على منحة لدراسة القانون في الولايات المتحدة بمعهد نيويورك للقانون.


وفي عام 1956 حصل على الماجستير في الحقوق من جامعة هارفارد، وبعدها حصل على درجة الدكتوراه من جامعة إكزيتر البريطانية.
وكان والده عالماً في الدين وقاضياً في الحجاز، ولاحقاً أصبح مفتياً في كل من إندونيسا وماليزيا. أما جده فكان مفتياً في تركيا.


ولُقبت العائلة باسم "يماني" تيمناً بأصول أجداده الذين هاجروا من اليمن إلى السعودية.


شغل يماني منصب المستشار القانوني لمجلس الوزراء السعودي في عام 1958. ثم أصبح وزيرا للبترول والثروة المعدنية عام 1962 وظل في منصبه لربع قرن من الزمن حتى عام 1986.


وفي عام 1988 أسس مركز دراسات الطاقة العالمي، كما أسس مركز الفرقان للتراث الإسلامي في لندن عام 1990

لُقب بـ "عراب الذهب الأسود" لدوره البارز في تطوير الصناعة النفطية في السعودية، إذ كان أول أمين عام يُعين على رأس منظمة الأوبك، وأسهم في تطوير كثير من قوانين المنظمة.كما أنه عرف في سبعينيات القرن الماضي بأنه مهندس حملة العالم العربي للسيطرة على موارد الطاقة الموجودة في البلدان العربية، وكان من أقوى المؤثرين في مسيرة منظمة أوبك، التي تنظم سياسات إنتاج وأسعار الطاقة في الدول الأعضاء فيها.


وفي عصر سياسات الطاقة المضطربة، تحدث يماني، المحامي المتدرب في جامعة هارفارد، نيابة عن البلدان العربية المنتجة للنفط، على المسرح العالمي. ونجت الصناعة النفطية من الثورات المتلاحقة التي جرت في المنطقة مثل الحروب العربية الإسرائيلية، والثورة الإسلامية في إيران وغيرها من الاضطرابات السياسية في المنطقة.
ودفع طلب العالم على النفط بحكومات المملكة العربية السعودية ودول الخليج الأخرى إلى عوالم ثروة لا يمكن تصورها.

 


سافر يماني بين قارات العالم من أوروبا وآسيا وأمريكا للترويج للمصالح النفطية العربية، والتقى بقادة الحكومات وظهر في مقابلات عديدة على شاشات التلفزيون العالمية بزي عربي تارة وزي أوروبي تارة أخرى.
وكونه كان وزيراً للنفط السعودي لربع قرن من الزمن، كان من بين أقوى الشخصيات التي تمتلك بعضاً من أكبر احتياطيات النفط في العالم. كما أنه كان المسؤول المهيمن في منظمة أوبك، التي كانت حصص إنتاجها المرتفعة والمنخفضة تتأرجح في الأسواق العالمية.


وخلال توليه منصبه، كان شاهداً على أحداث تاريخية بارزة، منها إعلان دول الخليج ومنظمة "أوبك" حظر النفط على الولايات المتحدة والبلدان الأخرى التي كانت تؤيد "إسرائيل" خلال حرب أكتوبر عام 1973


وآنذاك، هدد يماني بتفجير آبار النفط السعودية حال إقدام الولايات المتحدة على غزو بلاده للسيطرة على آباره النفطية.

وفي عام 1988، أسس مركز "مؤسسة الفرقان للتراث الإسلامي" التابعة لـ"مؤسسة يماني الخيرية"، وكان هدفها المحافظة على الأعمال الإسلامية التاريخية وتعريفها للعالم.


وبحلول عام 1990، أنشأ "مركز دراسات الطاقة العالمي" في لندن، الذي يعنى بتحليل الأسواق لتوفير معطيات ومعلومات موضوعية حول القضايا المتعلقة بالطاقة.


كان يماني يجيد اللغتين الفرنسية والإنجليزية إلى جانب العربية، وعاصر أربعة ملوك سعوديين ومثّلهم في منظمة أوبك.


احتُجز يماني في عام 1975، كرهينة في العاصمة النمساوية، فيينا، حيث يقع مقر منظمة اوبك، من قبل إليش راميريز سانشيز، الفنزويلي المعروف باسم كارلوس الثعلب.
كان مجموع الرهائن 60 شخصا من بينهم 13 من وزراء أوبك.


قسم كارلوس الوزراء إلى ثلاثة أقسام: دول صديقة، وأخرى عدوة، وثالثة محايدة، وطلب وقتها من الحكومة النمساوية بث بيان عبر الإذاعات تعلن فيه عن دعمها للقضية الفلسطينية، إضافة إلى توفير طائرة وحافلات نقل الرهائن إلى المطار.
واستمرت عملية الاختطاف يومين تقريباً، ثم نقل الوزراء وعدد آخر من وفود الدول عبر حافلة إلى مطار مهجور، وأخذهم معه إلى الجزائر، وتمت المفاوضات مع المسؤولين الجزائريين الذين نجحوا في إقناع الخاطفين بالإفراج عن جميع الرهائن مقابل مساعدات مشروطة.


وكان يماني وجمشيد أموزغار، نظيره الإيراني، آخر الرهائن الذين تم إطلاق سراحهم حينذاك.


ترك يماني بصمته في التاريخ كرجل لعب دوراً حاسماً في منظمة أوبك، التي كانت تهيمن عليها السياسات الاقتصادية للدول الغربية قبل أن يقود يماني الحظر النفطي الذي سبب أزمة كبيرة للغرب عام 1973.


توفي أحمد زكي يماني، في العاصمة البريطانية، لندن، عن عمر ناهز 90 عاماً، وقد أعلن التلفزيون الرسمي للبلاد حينذاك أن جثمانه سيُوارى الثرى في مقابر المعلاة في مكة.




تم نسخ الرابط