الجمعة 18 أكتوبر 2024 الموافق 15 ربيع الثاني 1446

أيمن حسين يكتب : كريم بدوي و90 يوماً

450
أيمن حسين
أيمن حسين

تسعون يومًا بالتمام والكمال، ومنذ أيام انقضت على تولي المهندس كريم بدوي في موقعه كوزير للبترول والثروة المعدنية. تسعون يومًا إذا أردنا أن نضع لها عنوانًا بالضرورة سيكون عنوانها الأنسب هو (فترة التغيير والتطوير في قطاع البترول والثروة المعدنية).


لا شك أن في عالم الصناعة النفطية دائم التغير تعتبر القيادة البصيرة والقدرة على اتخاذ القرارات الحاسمة في أوقات قصيرة عاملاً حاسمًا لتوجيه القطاع نحو النجاح والتطوير المطلوب. فخلال تسعين يومًا فقط منذ توليه منصب وزير البترول والثروة المعدنية، استطاع كريم بدوي أن يترك بصمة واضحة من خلال سلسلة من المبادرات والاتفاقيات التي تهدف إلى تعزيز الإنتاج والتنمية، وأيضًا تحقيق ما لن أبالغ إذا وصفته بالطفرة، وهي تمكين الشباب وتجديد القيادات المؤثرة بشكل كبير في القطاع.


أولى بصمات كريم بدوي تجلت في العمل الجاد على تعزيز الإنتاج من خلال إبرام اتفاقيات دولية قوية وشراكات استراتيجية مع شركات كبرى في مجال النفط والغاز الطبيعي. من خلال توسيع التعاون مع شركات أجنبية متعددة الجنسيات، استطاع بدوي أن يعيد رسم خارطة الاستثمارات في القطاع، مما أدى إلى زيادة الإنتاج بشكل تدريجي ملحوظ في فترة قصيرة. هذه الاتفاقيات لم تقتصر فقط على الإنتاج الحالي، بل شملت أيضًا تطوير البنية التحتية وتعزيز قدرات الاستكشاف، وهو ما يعد بتوسيع مستقبل الطاقة في مصر بشكل يدعو للتفاؤل بما هو قادم مع سياسة جديدة أظنها مناسبة بشكل كبير للفترة الحالية وتحدياتها.

واحدة من أبرز بصمات الوزير بدوي كانت بدون شك سياسته في تمكين الشباب المميز في القطاع، التي جعلت القطاع يشهد حالة من النشوة والطموح غير المسبوق بين جيل الشباب. فوجدنا العديد من الكفاءات الشابة تشغل مناصب قيادية عليا، وهو ما أضفى حالة من التفاؤل بين جميع العاملين. وأصبح كل شاب في القطاع يشعر بأن لديه فرصة للمساهمة في عملية التطوير وأنه قد يكون له دور مهم، وأن يكون جزءًا من رسم مستقبل البترول في مصر. هذا الإحساس الجديد دفع بالشباب نحو التنافسية العالية، وحفزهم على تقديم أفضل أداء ممكن، حيث بات كل منهم يرى في نفسه جزءًا من مستقبل القطاع، وأنه ربما يكون له فرصة حقيقية قريبًا جدًا في تولي إحدى المناصب الهامة والمؤثرة. فلم يعد مجرد خيال أن ترى صاحب الثلاثينات أو الأربعينات رئيسًا لإحدى الشركات أو نائبًا أو مساعدًا حتى للوزير نفسه.


إلى جانب تمكين الشباب، جاءت سياسة كريم بدوي للتحديث الشامل لقطاع البترول كركيزة أساسية في عملية التغيير. بمحاولة تطبيق أحدث التقنيات والاستراتيجيات، فهناك محاولات لتحديث أنظمة العمل والإنتاج. هذه التغييرات لم تكن فقط على المستوى التقني، بل امتدت إلى النظم الإدارية التي أصبحت أكثر مرونة واستجابة للمتغيرات. هذه الثورة الإدارية، بجانب تمكين القيادات الشابة، أحدثت تغييرًا جذريًا في هيكل العمل داخل القطاع، مما ساهم في دفع عجلة التطور بشكل سريع ومستدام وأكثر تحقيقًا لنتائج مرضية إلى حد كبير.


وفي إطار التحديات التي تواجهها مصر على صعيد الطاقة، كان لزامًا على الوزير بدوي اتخاذ قرارات حاسمة فيما يتعلق بالقيادات في القطاع. في خطوة شجاعة وقوية، وأظن أنها تأخرت كثيرًا لسنوات، قام بتطبيق استراتيجية الإحلال والتجديد في عدد من المناصب العليا، حيث تم إنهاء خدمة بعض المسؤولين الذين تجاوزوا سن التقاعد واستبدالهم بقيادات شابة ذات خبرات حديثة. هذه الخطوة لم تكن مجرد تعديل إداري، بل كانت إشارة واضحة إلى أهمية الاستعداد للمستقبل عبر ضخ دماء جديدة قادرة على استيعاب التغيرات السريعة في عالم الطاقة.


التغيير الكبير في القيادات وتمكين الشباب أديا إلى خلق بيئة عمل يسودها التفاؤل والتحدي. أصبح الشباب داخل القطاع يشعرون بأنهم أمام فرصة حقيقية للتألق والنجاح، وهو ما أشعل المنافسة البناءة بينهم. هذا الإحساس الجديد بالدور والمسؤولية ساهم في تحسين الأداء بشكل ملحوظ، حيث بات كل فرد يسعى لتقديم أفضل ما لديه لضمان مكانه في مستقبل القطاع بشكله الجديد. فلا شك أن الأجواء التي خلقها الوزير بدوي جعلت من قطاع البترول بيئة جاذبة ومحفزة للشباب الطموح.


ولكن رغم كل ما سبق ذكره، علينا أن نتذكر أن التحديات التي واجهت القطاع خلال فترة تولي المهندس كريم بدوي منصبه لم تكن سهلة على الإطلاق، بدءًا من التحديات المالية وتوفير كميات الغاز المطلوبة لمحطات الكهرباء والعديد والعديد من التحديات الأخرى. ولكن في ظل منهج وتفكير مناسب للفترة، لابد من وجود نتائج إيجابية كما يحدث الآن.


وأخيرًا، نستطيع القول بمنتهى الحيادية أنه بعد تسعين يومًا فقط من تسلمه حقيبة وزارة البترول والثروة المعدنية، تمكن كريم بدوي من إحداث تغييرات جذرية تركت أثرًا واضحًا سواء من خلال تعزيز الإنتاج عبر الاتفاقيات الدولية، أو تمكين الشباب، أو تجديد القيادات، كانت بصماته واضحة وحاسمة. وأنا شخصيًا أعتقد أن استمراره على هذا النهج يعني أن القطاع سيشهد مزيدًا من التطور والنمو الفترات المقبلة ، مما يجعل مستقبل مصر في قطاع الطاقة واعدًا ومبشرًا بالتقدم المستمر.
————————
كاتب المقال: الشاعر أيمن حسين
مدير عام الإعلام …جهاز تنظيم أنشطة سوق الغاز




تم نسخ الرابط