مجرد رأي…فاتورة ٢٠٢٥
توضح تقارير التجارة الدولية لأسواق الطاقة بأن مصر تخطط لأستقبال ١٥٠ شحنة غاز مسال خلال عام ٢٠٢٥ وان تكلفة استيرادها ستصل الي اكثر من ٦ مليار دولار ،هذا علاوة علي ما يتم استيراده من المنتجات البترولية الاخري لتصل اجمالي فاتورة المحروقات الى حوالي ١٥ مليار دولار وبدون تكلفة حقوق الشركاء في الانتاج المحلي .الرقم مفزع ويوضح ان عجلة الاستيراد تدور راحاها بكل سرعة وعنف وان هذا هو الواقع الذي نواجهه فعلياً في ضغط البترول علي ميزان مدفوعات الدولة حتي الأن .
عام ٢٠٢١ صدرنا غاز بحوالي ٨ مليار دولار ثم تبخر كل هذا بين عشية وضحاها ، وخلال فترة قصيرة رجح الميزان نحو الاستيراد وبشكل مفاجئ . ويوضح نفس التقرير ان تكلفة استيراد المحروقات اصبحت تفوق ايراد قناة السويس بالكامل و تمثل نصف تحويلات المصريين من الخارج .
نتفهم بالطبع اننا دولة كبيرة كثيفة السكان ومعدلات الاستهلاك فيها مرتفعة لوجود ثقافات وطباع بين طبقات المجتمع لم نستطع تغييرها . ولكن ما يجعلنا بالفعل في حيره من امرنا كيف لنا ان نتحول من تحقيق فوائض انتاج الى عجز كبير بهذا الشكل في هذا الوقت القصير . كل المختصين يعلمون جيداً ان معدلات التناقص الطبيعية للابار المنتجة لا تنهار بهذا الشكل الدراماتيكي وخلال عام ونصف فقط . اذاً ما الذي حدث لنواجه تلك الكارثة ؟ وهل بالفعل كان هناك سوء ادارة لثروتنا الغازية ادت الي هذا الانهيار المفاجئ ؟ لم يخرج علينا احد ويقول ماذا حدث ومن بتحمل تلك المسئوليه ؟ .
العمل بدون تحديد للمسئوليات هو نوع من العبث بل والاستهتار بواجبات الوظائف التي يتقاضي المسئولون عنها رواتب بملايين الجنيهات . لماذا لم تقم الادارة الجديدة بعمل تحقيق موسع وتحديد المسئولية فيما جري و محاسبة المسئولين عن ذلك وازاحة كل الكوادر التي شاركت في حدوث تلك الكارثة .
لا رغبه لنا ولا يعنيننا الانتقام من اي احد ولكن الرغبة الحقيقة الحقيقية تكمن في ان يتم تنقية الاجواء من الجهلاء وعديمي الخبرة وتغيير الهواء الفاسد وفتح النوافذ لقيادات وكوادر فنية جديده تستطيع معالجه اخطاء الماضي وتبدأ عهد جديد من العمل الفني السليم .
بالطبع نثمن ماقام عليه المهندس (يس محمد ) من تحقيق الكثير من انضباطية العمل و بدء صفحة جديدة في العمل الفني و الميداني منذ توليه مسئولية إيجاس في فتره شائكة غاية الصعوبة، ولكن مازالت ارقام الاستيراد المتوقعه لعام ٢٠٢٥ تشير الي اننا مازلنا بعيد عن تحقيق الاكتفاء الذاتي او سد هذه الفجوة الكبيرة بين الانتاج والاستهلاك . هل الابار الجديدة ستكون منعطفاً حاسماً في تطور امدادات الغاز المحلي ؟ و كيف سيتم التعامل معها فنياً في ظل الحاجة الشديدة لكميات كبيره منها ؟ الايام هي من ستجيب علي تلك الاسئلة،والسلام ،،
#سقراط