الأربعاء 25 ديسمبر 2024 الموافق 24 جمادى الثانية 1446

مجرد رأي…الحوادث وخطاب العين الحمرا من رئيس الهيئة

3588
المستقبل اليوم

تجبرنا بعض الاحداث التي تمر بحياتنا الشخصية والعملية ان نظهر ما يطلق عليه العين الحمرا تعبيراً عن الغضب والتحذير قبل استخدامك لصلاحياتك في العقاب كأب في اسرتك او مسئول في عملك . وهذا اسلوب نراه كثيراً وتتناسب قوته وعنفه مع عمق الحدث واثاره . ولن نجد في قطاع البترول اهم ما يؤذي المشاعر ويثير الغضب مع خسائر بشرية ومادية فادحة اكثر من حوادث الامن والسلامة وخاصة اذا نجم عنه ضحايا من الغلابة الذين يجرون علي رزقهم . و علي الرغم من كل ما قام عليه هذا القطاع من استثمارات كبيرة في هذا المجال بل وافرد له هياكل تنظيمية كبيرة ومتشعبة يعمل بها الاف الموظفين مازلنا نري حوادث بشعة و مكرره بل وبنفس سيناريو عدم الاكتراث وللأسف يكون اكثرها ايلاماً ما يكون منها في شركات التكرير و الانابيب الناقلة للخام والمنتجات خلال عمليات الصيانة بها  . كل هذه الحوادث تثير حفظيك المسئولين وغضبهم ونحن معهم بكل تأكيد وخاصة اذا كان سبب حدوثها مكرر و ناتج عن الخطأ البشري في تطبيق القواعد السليمة للعمل . ولكن هذا الغضب لا يجب ان ينسينا ان نكون محددين في توجيه الاتهام والمسئولية عن القصور ومعاقبة المتسبب او المسئول بأشد العقاب طبقاً للقانون .

عانينا كثيراً من غياب المسئولية و كتبنا كثيراً عن تحديد المسئولية وخاصة فيما ناقشناه من انهيار انتاج بعض الحقول ولم يلتفت احد الي هذا المطلب المشروع ولم يحاسب احد . اظهار العين الحمراء للجميع بدون تمييز و عدم تحديد لمن يوجه اليهم الحديث في حدود مقتضيات وظائفهم ومسئولياتهم الادارية والقانونية هو ما يجب ان نلتفت اليه فلا يمكن لنا ان نجد عبارات التحذير ثم نتبعها بتعميم غريب بعدم قصد شركة او مقاول بعينه ؟ اذاً من نقصد ولمن نتوجه بالحديث ؟ توجيه الحديث علي عمومه في حالة الحوادث سياسة يجب ان تنتهي وان يعرف الجميع ومن يتولون المسميات الوظيفية الكبيرة التي يسعون اليها مع كل حركة ترقيات انهم مسئولون بصفتهم وشخصهم وان الوظيفة ليست سد خانة وعائد مادي بدون مسئولية . يجب ان نري بعد اي حادث اليم من يعزل من وظيفته او من يغادرها الي ثلاجة الخبراء او نقله لوظيفة اخري ليعلم الجميع ان المنصب له مقتضياته ومسئوليته بل وثمنه من العمل والتعب والمتابعة الفعالة . نحن من سمحنا بهذه السيولة عندما تاهت تحديد المسئولية واختفى انزال العقاب الفوري علي كل مقصر .

كنا قد قدمنا افكار للدكتور علاء البطل لتطوير نشاط الامن والسلامة ولم يعير اقتراحاتنا و افكارنا اهتمام بالسلب او الايجاب . ولكن بعد هذه الحوادث المؤلمة فأننا نطلب ان تتولي شركة (بتروسيف ) وبالامر المباشر كونها الشركة المتخصصة الوحيدة التابعة لهيئة البترول الاشراف و التدخل في كافة اعمال الصيانة التي تجري علي اجهزة شركات التكرير واعمال صيانة انابيب البترول ومهما كان حجمه . واذا كان علي العاملين دور في تطبيق نظم السلامة وعدم التهاون فأن علي القيادة دور كبير في وضع استراتيجيات عامة وقرارت سيادية تضع خطوات العمل في قالب محكم من الانضباط و تضمن السيطرة علي الاخطاء البشرية قدر الامكان وهذا هو قصدنا من تكليف بتروسيف  .


خالص تعازينا لأهالي الضحايا من شركة القاهرة لتكرير البتررل ، ونعتقد انه حان الوقت ان ينطلق السادة معاوني القيادات لاداء دور محدد في هذا الاتجاه ورسم الصورة الواقعية التي تمر بها كافة الشركات وتحديد المتطلبات العاجلة و رسم خريطة للنقاط الساخنة التي تعاني من نقص في الامكانيات والتدريب والتمويل حتي لا نظلم القيادة المتوسطة الذين يعمل كثير منهم في ظروف غير مواتيه . الموضوع يحتاج اكثر من اظهار العين الحمراء الي بدايه وضع سياسات واصدار قرارات تنظيميه بشكل جديد فلا تنتظر جديداً بنفس طريقه الاداره الحاليه .والسلام ،،

#سقراط




تم نسخ الرابط