د نيفين حسني تكتب: الحسابات الوهمية ونشر الشائعات
في عصر التواصل الرقمي، تتعدى الحسابات الوهمية كونها أداة لنشر الشائعات إلى كونها تحديًا نفسيًا عميقًا يؤثر على استقرار الأفراد والمجتمعات. إن تأثير هذه الحسابات لا يقتصر على تشويه الحقائق، بل يمتد إلى زعزعة الحالة النفسية للمواطنين.
تمثل الحسابات الوهمية تهديدًا نفسيًا متصاعدًا يجب التعامل معه بحزم من خلال التوعية النفسية المدروسة والتعاون بين جميع قطاعات المجتمع، يمكن مواجهة هذا الخطر وتحقيق استقرار نفسي واجتماعي يعزز مناعة الأفراد والمجتمع ضد الأكاذيب والشائعات.
التأثير النفسي للشائعات والحسابات الوهمية والأبعاد النفسية للظاهرة
من الجانب النفسي، تلعب الشائعات دورًا كبيرًا في التأثير على الأفراد والمجتمعات. إذ تعتمد على استغلال الخوف الجماعي إذ تنتشر الشائعات بسرعة عند الشعور بالخطر أو عدم الاستقرار كما تثير الحسابات الوهمية القلق عبر ترويج أخبار كاذبة ومضللة.
فتظهر الرغبة في الانتماء عند الأفراد حيث يُظهررون ميولًا لتصديق المعلومات التي تتوافق مع قناعاتهم السابقة وعقلهم الباطن أو تُعزز انتماءهم الاجتماعي، حيث تُدير هذه الحسابات محتوى يستهدف تقسيم المجتمع إلى مجموعات متناحرة.كما تؤدي الإشاعات المتكررة إلى تعزيز القبول النفسي لها، حتى دون وجود أدلة.
تأثير الحسابات والصفحات الوهمية على وعي ونفسية المصريين كبير وخطير، حيث تعتمد هذه الحسابات على أساليب نفسية ممنهجة لاستغلال مشاعر الناس وتحفيز ردود أفعال معينة لتحقيق أهداف مقصودة .
————————-
كاتب: الدكتورة نيڤين حسني..إستشاري علم النفس الرقمي وعضو الهيئة الإستشارية العليا لتكنولوچيا المعلومات