مصطفى مشرفة: أبو الفيزياء الحديثة في مصر

يُعتبر الدكتور مصطفى مشرفة (1898-1950) أحد أبرز العلماء المصريين الذين أسهموا في تطوير العلوم والتكنولوجيا، خاصة في مجال الفيزياء. وُلد في مدينة دمياط، وكان أول مصري يحصل على درجة الدكتوراه في العلوم من جامعة لندن، ليصبح من أوائل العلماء العرب الذين تركوا بصمة عالمية في العلوم الحديثة.

تميز مشرفة بذكائه الفذ وإسهاماته البارزة في مجال الفيزياء النظرية، حيث نشر العديد من الأبحاث التي لاقت اهتمامًا عالميًا. كانت دراساته تتركز حول النظرية النسبية لأينشتاين، وأسهم في تبسيطها وشرحها للعالم العربي. كما كان له دور كبير في وضع أسس الفيزياء الكمية، التي تُعد من أعقد الفروع العلمية وأكثرها تأثيرًا على التكنولوجيا الحديثة.

من أبرز إنجازاته العلمية تطويره أبحاثًا ساعدت في تفسير بنية الذرة وإطلاق الطاقة النووية، حيث يُقال إنه كان قريبًا من اكتشاف أسرار تصنيع القنبلة الذرية، ما جعله محط اهتمام عالمي. لكن مشرفة رفض تسخير العلم لأغراض تدميرية، مؤمنًا بأن العلم يجب أن يُستخدم لتحقيق السلام وخدمة البشرية.

إلى جانب أبحاثه العلمية، كان الدكتور مصطفى مشرفة مؤلفًا متميزًا، حيث كتب عدة كتب تهدف إلى تبسيط العلوم ونشرها في الوطن العربي. شجع على أهمية التعليم العلمي والتكنولوجيا في نهضة الأمم، وكان يؤمن بأن التقدم التكنولوجي هو المفتاح لتحقيق الاستقلال والتنمية.

توفي الدكتور مصطفى مشرفة في ظروف غامضة عام 1950، وسط شكوك حول تعرضه للاغتيال بسبب أبحاثه المتقدمة. رغم رحيله المبكر، بقي إرثه العلمي مصدر فخر لمصر والعالم العربي، ورمزًا للتفوق العلمي والسعي لاستخدام التكنولوجيا في خدمة الإنسانية.