الأربعاء 05 فبراير 2025 الموافق 06 شعبان 1446

قصص لا تُروى..أسرار نساء في مواجهة التقنية "1"..د نيفين حسني

674
د نيفين حسني
د نيفين حسني

الجزء الأول: الحرب على سمعتي - بداية الصراع.

—————————

أحمد كان يعتقد أن الطلاق سيكون الحل لجميع مشكلاته. بعد سنوات من الزواجالمضطرب مع نادية، كان يظن أن انفصالهما سيكون بداية لحياة جديدة خالية منالقيود والمشاكل. لكن بعد الطلاق، اكتشف أحمد أن المعركة لم تنتهِ بعد. كان يعتقدأن أكبر تحدي هو تقسيم الممتلكات، ولكنه سرعان ما اكتشف أن التحدي الأكبر كان فيالحصول على حضانة أطفاله. لم يكن يكفيه فقط أن يظل بعيدًا عن نادية؛ كان يريدالسيطرة على كل شيء، بما في ذلك الأطفال.

أثناء انشغال نادية بمحاولة إعادة بناء حياتها بعد الطلاق، بدأ أحمد حملته الشرسةضدها على وسائل التواصل الاجتماعي. في البداية، كانت الصور العائلية التي كانتتجمعهم سويا هي بداية الحرب. كانت الصور تُظهر لحظات سعيدة من حياتهمالمشتركة، لكن أحمد بدأ بتعديل هذه الصور وتوظيفها بشكل مشوّه ليبدو كل شيء فيغير محله. كانت الكلمات القاسية تتوالى على لسانه، يصف نادية بأنها أماً غير مؤهلةوأنها فشلت في إدارة أسرتها. حاول أحمد أن يُقنع الجميع بأنها كانت السبب في كل ماحدث في حياتهم، ويُظهرها كما لو أنها لم تكن المرأة التي كانت تعرفها الناس، بلمجرد كائن بشري غير قادر على تحمل المسؤولية.

وفي نفس الوقت، كانت نادية، تلك المرأة الطيبة التي لطالما حاولت الحفاظ علىاستقرار أسرتها، تشعر بصدمة كبيرة. بدأت سمعتها تتعرض للتشويه على يد أحمد، بلأصبح الحديث عن حياتها الخاصة يطاردها في كل مكان. فكلما حاولت الرد علىالاتهامات، كان كل شيء يتحول ضدها. المحيطون بها، حتى أولئك الذين كانوا في يوممن الأيام أصدقاء لها، بدأوا يتجنبونها. كانت تشعر بأن العالم كله قد تحول ضدها،وأنها عالقة في دائرة من الأكاذيب.

رغم كل شيء، كانت نادية تعلم أن لها مهمة أهم من كل ذلك؛ كانت بحاجة للبقاء قويةمن أجل أطفالها. ومع ذلك، كانت كل محاولة للدفاع عن نفسها تُقابل بمزيد منالإساءة. في البداية، كانت ترفض فكرة اللجوء إلى القضاء. كانت تخشى أن يؤثر ذلكعلى الأطفال بشكل سيئ، وأن تتفاقم المشاكل بشكل أكبر. لكنها كانت تدرك شيئًا فيأعماقها، أن السكوت ليس حلاً. لذا قررت أن تأخذ خطوة جريئة، ولكن ليس دون تفكيرطويل. لن يكون الأمر سهلًا، ولكن هل لديها خيار آخر؟ كان القرار الذي ستتخذه قريبًاسيغير حياتها إلى الأبد.

كانت نادية تشعر بالعجز. كان أحمد قد استولى على منصات السوشيال ميديا، وملأهابالأكاذيب. ولكن ما لم يعرفه أحمد، هو أن نادية كانت تمتلك سلاحًا أقوى مما تخيل. كانت تعلم أن الحق لا يُغلب، وأنه لا بد أن يظهر يوماً ما. لكن هل ستتمكن من مواجهةهذه الحرب التي كانت قد بدأت بأقصى درجات الظلم؟

في كل لحظة كانت نادية تشعر بأنها تغرق في محيط من الأكاذيب. لكنها كانت تعرف أنالوقت قد حان لتواجه أحمد وتسترد حقوقها، وأن هذا الصراع سيكون أكبر من مجردمعركة للحصول على حضانة الأطفال. بل ستكون معركة لاستعادة سمعتها وحمايةحقوقها كأم. لكنها كانت تعرف أيضًا أن طريقها ليس سهلاً، وأن هناك الكثير منالتحديات في انتظارها.

——————————

للحديث بقية... فى الجزء الثانى للقصة




تم نسخ الرابط