الإثنين 03 مارس 2025 الموافق 03 رمضان 1446

د جمال القليوبي يكتب: ترامب يلغي مبادرة طاقة افريقيا ويجمد الاستثمار !

607
المستقبل اليوم

مازالت القرارات الكثيرة والمتلاحقة والمثيرة للجدل التي يعلنها الرءييس الجديد في البيت الأبيض رونالد ترامب والتي لم تقف عند القضايا او الأمور فيما يخص مصالح الولايات المتحدة بل تذهب الي المشاركة الغريبة في مقدرات وممتلكات مختلف الدول سواء المنافسه او الصديقة او المعاديه او حتي التابعة  ٫ واحد هذه القرارات المثيرة للتعجب والتي تهدد امن وسلامه ملف الكهرباء المؤثر في البنية التحتية لعدد كبير من هذه الدول الافريقية الفقيرة من حيث قرر مستر ترامب إلغاء مبادرة طاقة افريقيا (Power Africa) وتجميد كل الاستثمارات للمشروعات التي تعمل في بناء البنية التحية لمحطات وشبكات الكهرباء . وتعود مبادرة طاقة افريقيا الي عهد الرءييس باراك اوباما والذي أسس استراتيجية دخول الولايات المتحدة الي الدول الافريقية لوقف الامتداد الصيني والروسي في الدول التي تعاني أزمات في الكهرباء ولديها ضعف في المحطات وتحتاج الي توسيع في الشبكات ورفع كفاءات المحولات في تلك الدول التي تعاني في أزمات حادة من نقص إمدادات الطاقه.  
و استفاد الكثير من الدول الفقيرة  من هذا القرار الإيجابي والذي إعلانه الرءييس الامريكي السابق والذي يهدف في ظاهرة الي تقليل وترشيد النفقات الامريكية بينما الهدف في باطنه ان الدول التي لا تقبل بناء قواعد عسكرية فيها لا تحصل علي الدعم لمشروعات الطاقة والتي يشرف عليها وكالة التنمية الدولية  الامريكية بالاضافة الي الكثير من المؤسسات الامريكية الخاصة وكذلك البنك الدولي ٫وكانت المبادارة لطاقه افريقيا التي اطلقها اوباما تهدف الي تزويد ٦٠ مليون منزل وشركة في افريقيا  بالكهرباء وتشييد محطات الطاقه المتجددة من الشمس والرياح ورفع كفاءه البنية التحتية الحالية  تحسين كفاءة البيئة .

وطبقا الي اخر تقرير لوكالة الطاقة الدولية فان ٧٥٪؜ من العالم لدية فقر في انتاج الكهرباء٫ وتمثل القارة الافريقية النسبة الأعلي في نقص الكهرباء لدي دولها ٫ ولذا فان التنافس الذي تسعي اليه الصين وروسيا في التمدد من خلال المشروعات الاقتصادية فيها يمثل استراتيجية التبعية المستهدفة من تلك الدول ووقف الاختراق الامريكي لشركات النفط في وسط وجنوب افريقيا وكذلك المشروعات العملاقة لمد خطوط تجميع الخام مرورا بشمال ووسط وجنوب افريقيا الي المحيط ، ولكن جاء قرار ترامب ضمن الكثير من الاستراتيجيات لإعادة توجيه أولويات الإنفاق الأميركي، حيث انه علي قناعه أن الولايات المتحدة ليست ملزمة بتمويل اي مشروعات  تنموية خارجية على حساب القضايا المحلية الملحة ويمثل هذا النهج لسياسة "أميركا أولا"، والتي تهدف الي تقليص التدخلات الخارجية وخفض النفقات الحكومية على المشاريع الدولية.

وكذا إظهار ان هناك مصادربالإدارة الأميركية اوضحت ان الكثير من صانعي القرار  اعتبروا أن المبادرة لم تحقق نتائجها المرجوة بالسرعة الكافية، بسبب العقبات البيروقراطية والتحديات السياسية في بعض الدول الأفريقية بالاضافة الي المعوقات التي يسوقها التنافس الصيني الروسي والانتماءات التابعه في الهياكل الحكومية وتعتبر شركات جنرال الكتريك وسيمبيون باور من اهم الشركات التي لديها مشروعات في وسط وجنوب افريقيا ترتكز علي البنية التحتية من مد شبكات نقل الكهرباء وبناء المحطات ومحولات الربط بالاضافه الي بناء محطات الطاقه الشمسية ومحطات الرياح٫ وفي مجال النفط والغاز تركز شركات ايكسون موبيل وشيفرون علي مشروعات الاستكشاف والتنمية والتطوير  ومد الخطوط ومحطات استقبال الخام في الحقول ٫وياتي قرار ترامب بوقف مبادرة طاقة افريقيا منعكسا علي وقف كل الاستثمارات لحين إشعار اخر من البداءيل سواء التنازل عنها او بيعها وعليه نجد ان القادم من تلك القرارات الترامبية ما هو الا جلب المعوقات الي العالم وتجميد للدور الأساسي للدول العظمي وواجباتها نحو الدول الفقيرة والمحرومة بل ومنع ذهاب الاستثمارات اليهاالا ان يكون هناك منفعه تعود علي الولايات المتحدة اولا او كما يقول مستر ترامي امريكا اولا ولست اهتم باي شيئ اخر .... والي تكمله قادمة




تم نسخ الرابط