الأربعاء 02 أبريل 2025 الموافق 04 شوال 1446

عيد الست اللى بتطفش ومحدش بيعرفلها طريق..شيماء محمد

769
المستقبل اليوم

أنا مش هقولكوا انك لازم تحب أمك، لأن دي بديهية زي إن الشمس بتطلع من الشرق، وإنك لو نسيت تقولها "حاضر" مصيرك أسود من قرن الخروب اللى فى الغالب انت مش عارف شكله ايه...الأم دي مش مجرد شخصية عابرة في حياتنا، دي وكالة ناسا في المراقبة، والمخابرات العامة في التوقع، والداخلية في العقاب.

الأم مش بتهزر… لما تقول "قوم شوف المروحة شغالة ولا لأ"، متقومش تسألها "مروحة إيه؟"، لأنك هتلاقي نفسك فجأة داخل في مسابقة جري إجباري حوالين السفرة، والجايزة… صرخة الأمهات الشهيرة: "قوم هاتلي الشبشب!"

أما بقى لو قلت لها "بعد خمس دقايق"، فتأكد إن الخمس دقايق دول هيتسجلوا في تاريخ البشرية كأكبر كذبة بعد "لسه في السكة دقيقة وهكون قدامك". لأنك لو متحركتش، هتسمع الجملة اللي تهز الجبال: "لو قمت وجبتهالك…" وهنا لازم تعمل حسابك إنك هتشوف حياتك كلها فلاش باك، من أول ما كنت في اللفة لحد آخر وجبة كلتها.

وأكتر حاجة كانت بتحيرني إن الأم عندها قدرات فوق العادية، يعني تلاقيها تقولك:

"متخرجش بالجاكيت ده عشان هتمطر!" (وتطلع صح بنسبة 100%)
تقل عشان هتعى ..لا وسبحان الله بتعى فعلا .

"اتصل بفلان، هتلاقيه محتاجك"، وفعلاً تلاقيه محتاجك!

"أنا حاسة إن وراك حاجة"، حتى لو أنت نفسك ناسي إنت مخبي إيه!


دي مش أم… دي Wi-Fi ماسك كل الإشارات!

لكن الكارثة الحقيقية بتحصل في المطبخ وقت النوم. أنت داخل بالليل تاخد لقمة في هدوء، فتسمع الصوت المرعب من العدم: "إنت بتعمل إيه؟!"
هنا جسمك بيتجمد، نفسك بيتحجز، واللقمة بتقف في نص الطريق! تحاول تبرر، تقول "كنت بس بشوف التلاجة شغالة ولا لأ"، لكن للأسف، التبريرات مش بتشتغل هنا، والموقف بينتهي بعبارة: "كل ده وبتقول مش جعان؟!"

أما عن ذاكرة الأمهات الحديدية، فأنت ممكن تفتكر إنك هربت من العقاب، لكن بعدها بأسبوع فجأة تسمع:
"فاكر لما قلت لك قوم من أول مرة ومقمتش؟!"
وتلاقي نفسك بتحاسب على ذنوب قديمة كنت فاكرها راحت في الأرشيف.

والضربة القاضية؟ التكنيكات الخاصة!
يعني مثلاً، لو أنت نايم ومش عايز تقوم، فجأة تسمع صوت المكنسة وهي داخلة عليك في الأوضة زي المدرعة، أو تلاقيها بتشيل البطانية منك بحركة سريعة محسوبة، أو الأسوأ… تفتح الشبابيك وتسيب الهواء البارد يقوم معاك بالواجب غصب عنك!

وفي النهاية، رغم كل ده…
لو الدنيا ضاقت عليك، مش هتلاقي حضن أحن منها، ولو الناس كلها بعدت، مش هتلاقي دعوة أصدق من دعوة الأم. ولو الدنيا دوختك، دايمًا هتلاقي الحل في الجملة الخالدة:
"أعملك حاجة تاكلها؟"

ربنا يخلي كل أم ويحفظها من كل شر… لأن بصراحة، إحنا لو سبناهم، همَّ مش هيسيبونا!
حتى بعد الممات القلب لسه مليان بضحكتها والذكريات..
كبرت يا امى وعرفت اقول همشى ومش هتعرفولى طريقه جره..زى ما للاسف مبقناش نعرف نشوفك بس لسه فى القلب منقوشه ملامحك و كل حروفك.




تم نسخ الرابط