سيد سالم يكتب: الحرب النفسية

دائما عندما يرى العدو مدى قوة الخصم الضاربة ويعترف بها ؛ عندئذٍ يخشى مهاجمته بالقوه المسلحة ، ويلجأ إلى طرق مختلفة وغير عسكرية لمهاجمته واضعاف شوكته تمهيداً لشن حرب ضروس على هذا الخصم مضمونة العواقب بالنسبة له . فيبدأ بحرب اقتصادية متنوعة قد تصل إلى مايسمى حصار اقتصادى مستعيناً بدول ومنظمات دولية صديقه له لممارسة ضغوط مختلفة تؤدى إلى غلاء فى المعيشة ونقص فى الخدمات العامه يستشعرها شعب الخصم ، وايضا يصاحب ذلك بحرب نفسية عليه ، قوامها الإشاعات المغرضة والتى قد يرددها بعض العامه بحسن نيه ، ناهيك عن بعض الخلايا النائمة لتنظيمات شريره وموتوره تتلقفها وتتغنى بها صباح مساء . ذلك كله كما نعلم جميعا لإلحاق الضرر بالجبهة الداخلية فى البلاد وإحداث تململ وعدم رضى فى بعض الأوساط الشعبية إن لم يكن كلها ، بغية الهاء الشعب فى مشكلات حياتية يوميه ؛ لتفل من عزيمته وتشككه فى قياداته ومؤسساته ، وتساعد على إبعاده تدريجيا عن الاصطفاف وراء قواته المسلحه وعدم مؤاذرتها حتى لا تقوم بمهمتها فى حماية البلاد على خير وجه .

كلنا نعلم أن مصر مستهدفة من اسرائيل واميركا الطامعتين فى تغيير خريطة الشرق الأوسط وتوسيع رقعة دولة اسرائيل على حساب دول الجوار ؛ فهذا ما يريده كل من السيد ترامب والسيد نتنياهو ، وأنهما يريان أن مصر هى العقبة الكبرى فى سبيل تحقيق هذا الحلم . فلا غرو إذن من أن تكون مصر مستهدفة منهما وممن يدور فى فلكهما من بعض الدول وبعض المنظمات الدوليه . فهم يرسلون الإشاعة تلو الأخرى علّها تفت من عزيمة هذا الشعب ، وقد فاتهم أن شعب مصر بكل فئاته يتميز بحس وذكاء فطرى يستشعر به أى أخطار قد تحدق به ، وقد صقلته المحن والتجارب التى خاضها على مر الزمان ؛ فتراه وكأنه على قلب رجل واحد يقف خلف أكتاف جنوده البواسل يشد عضدهم ليحرقون من تسول له نفسه الإقتراب من حدود كنانة الله فى أرضه ( مصر ؛ تاج العلاء فى مفرق الشرق ) . 
دمتم بخير مع أطيب تحياتى .

كاتب المقال : مهندس/ سيد سالم رئيس شركة خالده الاسبق