الإثنين 31 مارس 2025 الموافق 02 شوال 1446

عندما تصبح الليالي أطول مما ينبغي..وفاء مصطفى

957
وفاء مصطفى
وفاء مصطفى

كل ليلة تستلقي في سريرك وحيداً يحيطك الصمت وكأن العالم قد توقف عن الحركة، وكأن الزمن بات يتكرر بلا معنى.. الوحدة ليست فقط أن تكون بمفردك، بل أن تشعر أن لا أحد يسمعك حتى لو كنت وسط حشد من الناس، أن تكون ممتلئاً بالكلمات التي لا تجد طريقها للخروج، أن تحتاج أحدهم بجانبك لكنه اختار أن يكون بعيداً بإرادته، بينما أنت فُرضت عليك الوحدة بغير إرادتك .

ليس هناك ما هو أشد قسوة من أن تحب شخصاً بكل قلبك، وأن يكون هو الملاذ الوحيد الذي تطمئن إليه، ثم تجده ينسحب من حياتك بهدوء، دون صخب، دون حتى أن يمنحك فرصة لتقول له: “أنا بحاجة إليك، الحياة بدونك قاسية، التفاصيل بدونك باهتة، وكل شيء يبدو مرهقاً بلا روح.”

تحتاج إلى من يشاركك لحظاتك البسيطة، من تسرد له ما حدث في يوم دون أن تشعر أنك تثقل عليه، من تستطيع أن تكون معه على طبيعتك بلا حواجز، من يملأ هذا الفراغ القاتل الذي يبتلعك يوماً بعد يوم.. لكنك تعرف الحقيقة، تعرف أنك ستظل تواجه الليالي وحدك،تضحك وحدك، تتألم وتبكي وحدك، وتغرق في أفكارم وحدك.

إنها ليست مجرد وحدة، بل استنزاف بطيء للمشاعر، إنها شعور دائم بأنك غير مرئي، أن أحداً لن يلاحظ غيابك، أن أقرب شخص إليك قرر أن يبتعد، وأنك لا تستطيع حتى أن تبوح له بأنك تفتقده، لأنك تخشى أن يكون الرد أكثر قسوة من الصمت.

الحياة قاسية بما يكفي ،لكنها تصبح أشد قسوة عندما لا تجد من يشاركك حتى تلك القسوة، عندما يصبح الصمت هو رفيقك الوحيد، عندما تنتظر أن يتحدث إليك ، يبوح بما في داخله ،يعبر عن فرحه وأحزانه قلقه او اطمئنانه او ان يقول اشتقت لك واريد أن احادثك ، لكنه لا يفعل!!

وهكذا، أغمض عينيك تنفس ببطء، وحاول أن تقنع نفسك أنم بخير، أنك قادر على احتمال هذه الوحدة… حتى إشعار آخر.




تم نسخ الرابط