الأربعاء 02 أبريل 2025 الموافق 04 شوال 1446

د شيرين أبو خليل تكتب: ماذا لو منحنى الله قطعة أخرى من الحياة..!

651
د شيرين ابو خليل
د شيرين ابو خليل

هكذا تمنى الروائى المعروف "جابرييل ماركيز" فى رسالة كتبها لقرائه عبر الانترنت عندما علم بخطورة موته وأنه على أعتاب الموت، قال فيها: "آه لو منحنى الله قطعة أخرى من الحياة لاستمتعت بها – ولو كانت صغيرة – أكثر مما استمتعت بعمرى السابق الطويل، ولنمت أقل واسمتعت بأحلامى أكثر، ولغسلت الأزهار بدموعى، ولكنت كتبت أحقادى كلها على قطع من الثلج وانتظرت طلوع الشمس كى تذيبها، ولأحببت كل البشر، ولما تركت يوماً واحداً يمضى دون أن أبلغ الناس فيه أنى أحبهم، ولأقنعت كل رجل أنه المفضل عندى.
 كانت هذه الكلمات بمثابة نصيحة رجل وقف على حافة الموت، يتمنى أن يعود بقدميه للخلف كى يقتنص قطعة أخرى من الحياة.
 أننا نتعلم بعد فوات الآوان أن قيمة الحياة فى أن نحيا كل يوم منها وكل ساعة، فإن الوقت الذى نحياه حقا هو اللحظة الراهنة. أمس انتهى، وغدا لا ضمان لدينا على مجيئه، اليوم فقط هو ما نملكه ونملك الاستمتاع به، فلا تضيع طاقتك ما بين الندم على ما فات، والقلق على ما هو آت فكل ما هو فات مات، وكل ما هو آتٍ آت.
 يقول "ستيفن ليكوك" فى هذا الشأن: "ما أعجب الحياة! يقول الطفل: عندما أشب فأصبح غلاماً. يقول الغلام: عندما أترعرع فأصبح شاباً. ويقول الشاب عندما أتزوج. فإن تزوج فيقول عندما أصبح متفرغاً. فإن جاءته الشيخوخة تطلع إلى المراحل التى قطعها من عمره فإذا هى تلوح وكأن ريحاً باردة إكتسحتها اكتساحاً".  

 وقد أكد رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه على هذا المبدأ قائلاً: "من أصبح آمناً فى سربه، معافى فى بدنه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا بحذافيرها".
فالحمد لله حتى يبلغ الحمد منتهاه..




تم نسخ الرابط