مجرد رأي…بين الهبد والهبد مسافة كبيرة

انهارت سوق المال واسعار النفط بصورة كبيرة خلال اليومين السابقين بشكل مريع بعد الاجراءات التي اتخذتها امريكا تجاه كل دول العالم بفرض تعريفة جمركية على كل السلع المستوردة . وبالتعبير الدارج اتهبدت هذه الاسواق نحو الانخفاض نتيجة حالة من عدم اليقين والترقب ووصلت الخسائر الى اكثر من من ٢ تيرليون دولار في يوم واحد على الرغم من ان كل ما تطمح له امريكا من هذه الاجراءات هو حوالي ٦٠٠ مليار دولار فقط علي مدار سنوات .
العالم بالفعل يمر بمنعطف اقتصادي خطير في حرب تجارية بين دولة قد تؤدي الى حالة من الكساد العام لا يعلم الا الله كيف ستنتهي . هذه الهبدة الاقتصادية الكبرى لها توابعها بالتأكيد و يتوقع البعض ان يكون لها تأثير ايجابي على بلادنا من حيث استفادتنا من انخفاض اسعار النفط الى ادنى مستوى لها و كذلك امكانية ان تتجه بعض الدول الكبرى مثل الصين و روسيا وبعض الدول الاوروبية الينا لفتح مصانع لمنتجاتهم لدينا للاستفادة من التعريفة الجمركية المنخفضة المفروضة على البضائع المصرية .
اما الهبد الاخر والذي لا حدود له هو كم الاخبار والتحليلات التي تحفل بها المواقع الاليكترونية حول كافة ما يمر من حولنا من احداث وتغيرات . الجميع يهبد في مختلف الاتجاهات ويعلن ان رأيه هو الصحيح وان مصادره هي الموثوقة . ومن كثرة هذه الاخبار والتحليلات لا تعرف ايها صحيح .
وربما كان حديث المهندس اسامه كمال الوزير الاسبق للبترول، لقناة سكاي نيوز عربية حول انتاج الغاز المصري وتوقعاته له في المستقبل من الاحاديث المتزنه المختصرة التي اعطت تصور واضح لاستراتيجية صناعة الغاز المصري وموقف حالة الاستيراد وخاصة في شهور الصيف التي نقف علي اعتابها ورأيه في كيفية تحقيق الاكتفاء الذاتي و ضرورة التوقف عن هدر ثروتنا من الغاز بحرقه في صورته الاولية لتوليد الكهرباء و كان لهذا الحديث وقعه في التخفيف من حدة محاولات البعض اظهار هذه المشكلة بصورة سوداء .
الجميع يهبد في مختلف الاتجاهات وفي كل الموضوعات والأنباء حتي في اخبار الوفيات للمشاهير اصابها الكذب والرغبة في تحقيق الانتشار ليس الا واصبح هناك ضباب يغلف كل شئ نقرأه ونقف نحن حائرين امام هذا الكم من الهبد لا نعرف الغث من السمين ولكننا نحاول على اي حال ان نأتي اليكم بما هو مقبول ومنطقي قدر الامكان . عليكم توخي الحذر فيما يثار من حولكم وان تحكموا عقولكم جيداً فقد اصبحنا في عالم لا نعرف الى اين يتجه . والسلام ،،
#سقراط