سيناء...مهد البطولات والعطاء…شيماء محمد

في الخامس والعشرين من أبريل، يُشرق يوم ليس كالأيام، وتُغنّي الأرض بلحن السلام.
إنه عيد تحرير سيناء، اليوم الذي استردّت فيه مصر درّتها الغالية، بعد سنوات من الصبر والعناء، والكفاح والفداء.
سيناء... يا أرض العزّة والأنبياء، يا مسرح المعارك والأنواء، يا شاهدةً على رجالٍ ما هانوا، وجنودٍ ما لانوا، كتبوا النصر بدمائهم، ورسموا المجد بسواعدهم.
من نصر أكتوبر المجيد... إلى لحظة رفع العلم من جديد،
ظلّت مصر تسعى بعزمٍ عنيد، لا تفاوض يُفرّط، ولا قرار يُقيّد، حتى عادت الأرض الحبيبة لأحضانها، والكرامة تُزيّن جبينها.
عيد تحرير سيناء ليس ذكرى فقط، بل رسالة لكل من يحاول النيل، أن مصر لا تفرّط، لا تضعف، لا تميل.
وأن في قلب كل مصري شعلة لا تنطفئ، وراية لا تنكسر، ووعد لا يُخلف:
"سيناء لنا… وستظل لنا… ما دام فينا نفسٌ ينبض، وجيشٌ يحمي، وشعبٌ يفتخر."
لكن سيناء لم تكن فقط أرضًا حُررت... بل حلمًا يُبنى، ومشروعًا يمتد.
اليوم، تشهد سيناء نهضة غير مسبوقة، تنميةٌ في كل ركن، من الطرق التي تشق الجبال، إلى المدن الجديدة التي تُحاكي الخيال.
مشروعات زراعية، ومناطق صناعية، ومدارس تُنير العقول، ومستشفيات تعيد الأمل لكل مريض أو معلول.
إنها ليست فقط معركة تحرير... بل معركة تعمير،
والجندي الذي حمل السلاح بالأمس، هو ذاته العامل الذي يحمل الفأس اليوم،
يبني، يُعمر، يحرس، يُنير،
ليثبت أن سيناء ما كانت يومًا عبئًا، بل كانت دومًا كنزًا يستحق أن يُستعاد، ويُصان، ويُشاد.
فلنُجدد العهد…
أن نظل أوفياء لأرضنا، مخلصين لتاريخنا، عاملين من أجل مستقبلنا.
كل عام وسيناء حرة أبية، ومصر عزيزة قوية.