مروه عطيه تكتب: يا صباح الخير يا سينا

لم يكن تحرير سيناء مجرد استراد أرض بل كان ملحمة وطنية شاملة شارك فيها الشعب بصبره والجيش بدمه والدولة بحكتها منذز حرب الاستنزاف التى كشفت إرادة الصمود إلى عبور ١٩٧٣ الذى ادهش العالم ثم معركة الدبلوماسية التى اديرت بحنكة سياسية وانتهت بتحقيق النصر الكامل.
شهدت عملية الانسحاب الإسرائيلى من سيناء ٣ مراحل أساسية انتهت المرحلة الأولى عام ١٩٧٥ وفيها تم استراد منطقة الضائقة الاستراتيجية وحقول البترول على الساحل الشرقى لخليج السويس، ثم نٌفذت المرحلتان الثانية والثالثة فى إطار اتفاقية السلام فى الشرق الأوسط المعروفة باسم "كامب ديفيد" ١٩٧٨ وتلاها توقيع معاهدة السلام ١٩٧٩ وانتهت المرحلة الثانية فى يناير ١٩٨٠ وتم خلالها تحرير مايقرب من ثلثى مساحة سيناء، أما المرحلة الثالثة ففيها تم الانسحاب شبه الكامل إلى خط الحدود الدولية الشرقية عدا النقطة ٩١ - والتى تم استعادتها بعد اللجوء لمحكمة العدل الدولية- وهكذا تم الانسحاب الإسرائيلى من سيناء بعد احتلال دام خمسة عشر عاما.
-فى مثل هذا اليوم من عام ١٩٨٢ شهدت مصر واحدة من أبرز لحظاتها التاريخية حين رٌفع العلم المصرى عاليا فوق أرض سيناء معلنا استعادة الأرض المصرية كاملة وقف الجميع فى لحظة صمت ووجل بينما كان العلم المصرى يرفرف عاليا حيث لم يكن المشهد مجرد احتفالية عسكرية بل كان تجسيد لانتصار الإرادة المصرية واستعادة الأرض دون قيد أو شرط.
إن لحظة رفع العلم لم تكن إعلانا للنصر با كانت لحظة رمزية حملت فى طيلتها التاريخ والجغرافيا والعاطفة الوطنية وكانت رسالة إلى الأجيال القادمة بأن الأرض تسترد بالنضال وأن الراية التى يرفعها الشهداء لا تسقط أبدا.
وجدير بالذكر أن السيدة سهير جلبانة ابنة سيناء وناىبة البرلمان ٤ دورات متتالية هى التى قدمت مشروع قانون يطالب باعتبار هذا اليوم عيدا قوميا وإجازة رسمية وعرف الرئيس الأسبق حسنى مبارك بأمر هذا المشروع وطلبه للفحص ثم أصدر قرارا بالموافقة عليه دون الرجوع لمجلس الشعب حيث كان هذا اليوم اول احتفالية وطنية سياسية وشعبية ضخمة فى عهده عقب توليه الحكم عام ١٩٨١.