مجرد رأي…جنوب بين خط العرض وخط الانتاج

لم تحظ شركة قابضة بهذا الكم والتحليلات في جدوي وجودها ونشاطها مثلما حظيت شركه ( جنوب) بذلك . ربما كان قانون تأسيسها الذي ينص علي تبعية كافة الشركات المنتجة للبترول والتي تقع حقولها جنوب خط عرض ٢٧ درجه من العوامل التي ادت الي هذا اللغط المتنامي حولها . لم نجد اي قوابض لشركات انتاج من اي نوع تنشئ نتيجة اماكن انتاجها الجغرافية سوى ما استحدثه البترول في اقامة هذه الشركة والتي يأتي معظم الانتاج من شركة او اثنتين على الاكثر . نتفهم وجود شركات خدمية مثل النقل بناء علي جغرافية المكان ولكننا لا نجد ذلك في الصناعات الانتاجية .
نحن هنا لا نقلل من شأن الشركة ولكن لا تقديس او دوام لأي منشأة طالما هناك حياة . الظروف تتغير والاحتياجات تختلف وطريقة الادارة ومستويات الانتاج نفسها تصيبها العجز والشيخوخة مثل الانسان تماماً وتحتاج الي التغيير والتنوع . ومن يتجه بتفكيره فوراً الى ضرورة الغاء الشركة ومحوها من الوجود يعاني من قصور الرؤية ولا يوجد لديه ما يضيفه اليةو حياتنا المعاصرة . هذه الشركة هي دعامه قويه لشركه جديدة شابة تأخذ على عاتقها و تحتوي كافة الشركات التي لا يصل انتاجها مستوى العشرة الاف برميل من الخام الاسود سواء كانت هذه الشركات في الخليج او الدلتا والصحراء او الصعيد و في اي مكان علي ارض هذه البلد .
كل هذا يتصل بما ذكرناه آنفاً في موضوعتنا السابقة ( ماذا بحدث في الشركه الكبيرة ؟ ) و( قراءة اخري للبترول) - وليتكم تراجعون مكتبه الموقع- هو انذار مبكر لضرورة التغيير ويدعم مبدأ اخر هام وهو ضرورة خفض اعباء (هيئة البترول) بشكل كبير أولاً للتفرغ الى محاولات الحفاظ علي مقدرات الشركات الكبيرة التاريخية والتي تعاني بالفعل من شيخوخة مفرطة في تسهيلاتها . وكذلك التركيز علي الاستثمارات الجديدة ومحاولة انعاش القطاع في عمومه ناهيك عن مسئوليات الاستيراد والتكرير و توفير احتياجات البلاد الاستراتيجية . لا يمكن ان تظل هيئة البترول مشغولة باجتماعات و متابعة شركات تنتج بضعه مئات او حتي عشرات من البراميل لانها خارج نطاق خط عرض ٢٧ !! ، حان الوقت لاستثمار البنيه التحتيه الاداريه والفنيه لشركه ( جنوب) وتغيير قانونها واسمها مع الحفاظ بالطبع علي كافه التزاماتها السابقه بنفس الطريقه التي انتهجت لتطوير عمل هيئه الثروه المعدنيه .
هذا هو الطريق الصحيح لاعاده هيكله قطاع البترول بطريقه عمليه صحيحه - كما نعتقد- وتصبح الشركه الجديده بوتقه لذوبان الشركات الصغيره فيها بعد انتهاء قوانينها، و بها تستثمر كل الطاقات والكوادر والمنشآت المتاحه لها لا تهميشها او حذفها من الوجود . والحديث في هذا الموضوع يطول في حاله استقبالنا ايه ملاحظات او اراء بناءه مؤيده او معارضة . والسلام ،
#سقراط