السبت 24 مايو 2025 الموافق 26 ذو القعدة 1446

نجوم من البترول: أمل طنطاوي..الشكل والمضمون

2104
المستقبل اليوم

لم تحظ شخصية بهذا الكم من التوجس والقلق وهو تخطو عتبات مبني هيئه البترول لتقلد منصبها مثلما حظيت به المحاسبة امل طنطاوي . جاءت لتخلف عملاق كبير كان يتولي هذه النيابة الاستراتيجية قضي فيها سنوات وسنوات واصبح يعرف تفاصيلها و هموم القطاع عن ظهر قلب . و كان الاهم من ذلك هو  علمها بحجم المشاكل الموجودة بها والتي تتطلب نوعية خاصة من الادارة و الحرفية الادارية و المحاسبية ، لا يوجد منها سوي القليل او النادر . لم يكن الامر سهلاً على اي حال ولم يكن تقلد منصب نيابة الشئون المالية والاقتصادية نزهة او ميزة . هذا المنصب الذي يمثل العمود الفقري لكافة انشطة القطاع والعصب الناقل للحركة الى كل اجزاء جسد ومفاصل القطاع بأكمله .

تولت المنصب وهي تعلم ذلك جيداً وان الجميع ينتظر ما ستفعل تجاه هذه المسئولية لأن اي قرار لها او حتي توجيه منها سيكون له رد فعل مباشر على نشاط جهات مختلفة . لم يكن امامها سوي الهدوء والصبر وامتلاك زمام الامور بالدراسة وفتح الملفات العاجلة وتدبير شئون القطاع المالية حتى يظل صامداً ملبياً لاحتياجات المجتمع كعادته  .

لم نسمع لها ضجيجاً ولا تصريحات بل ان الكثيرين لم يرو صوراً لها في اجتماعات او جمعيات علي الرغم من وجودها . فكل تركيزها فيما يعرض من نتائج كل جهة لانها تصب مباشرة في موارد القطاع المسئولة عنه .

كان لزاماً ان تواجه مشكلة استحقاقات الشريك الاجنبي والتي اصبحت متجذرة  واستطاعات ببراعة و هدوء اقناع البنك المركزي بتدبير هذه الاستحقاقات بمنظور اقتصادي جديد يخدم جميع الاطراف ولأول مره في تاريخ هذا القطاع .

لم تتواني أمل طنطاوي عن تدبير احتياجات الشركات العاجلة ولم تخذل اي عامل في ان يحصل علي ارباحه كاملة في ظل ظروف بالغة الشدة . اتجهت الي قطاع الكهرباء لتحصل على قيمه ما يستهلكه من منتجات بترولية و كانت بالفعل بارعة في مفاوضات صعبة بعدما وضعت العديد من الاختيارات لتسهيل الحصول على ما تريده وكان لها ما ارادت، وبكل تواضع وتمكنت من الوفاء من التزامات الهيئة تجاه البنوك التجارية .

هكذا اجتمع الشكل مع المضمون في تلك الشخصية الهادئة الواثقة في قدرتها علي تحقيق اهداف الوظيفه بشكل عملي وملموس لا مظهري واعلامي ، ولدينا كثير من المناصب لها من رنين الاسم والوصف ولكنها شكلية تفتقد المضمون الحقيقي لها ولم يستطع من يشغلها تحقيق اي انجاز مادي حقيقي سوي من بيانات وتصريحات شكلية ومكرره لا عائد منها . 
 

حققت امل طنطاوي في فترة قصيرة المعادلة الصعبة بل وربما المستحيلة في الجمع بين الشكل والمضمون لهذا المنصب الهام الاستراتيجي و في وقت قياسي لم يتجاوز العام الواحد و باتت بالفعل تملئ هذا المكان بقوه واثبتت ان القيادات النسائية في قطاع البترول لها شأن كبير وحرفية خاصة في كل منصب يتقلدونه .

تحيه خاصه للسيدة (امل طنطاوي) علي ما تقوم به من جهد ونعتذر اننا لم نوفي لها التقدير المستحق على ما قامت به من انجاز في هذه المساحة الصغيرة .




تم نسخ الرابط