الأحد 08 يونيو 2025 الموافق 12 ذو الحجة 1446

د مُحَمَّدَ عبدالرؤوف يَكْتُبُ : نُعَيِّشُ الْوَهْمَ بَيْنَ الْاِكْتِفَاءِ الْمَزْعُومِ وَالْاِسْتيرَادِ الْمُسْتَمِرِّ لِلْبَنْزِينَ وَالسُّولَارَ

487
المستقبل اليوم

في الوقت الذي تعلن فيه وزارة البترول المصرية بين حين وآخر عن اكتشافات جديدة وصفقات استثمارية ضخمة .. يعيش المواطن المصري واقعًا مختلفًا تمامًا .. واقعٌ يتسم باستمرار استيراد البنزين والسولار .. رغم أن مصر تُعد من دول الشرق الأوسط المنتجة للنفط والغاز .. ويبدو أن ثروات الوطن تتحول إلى وهم يُروّج إعلاميًا .. بينما نُحمّل كاهل المواطنين فاتورة الوقود المستورد ..

الإعلانات المتكررة عن الاكتفاء الذاتي من الغاز والنفط لا تعكس الحقيقة الميدانية .. فبينما يُفتتح حقل جديد أو تُعلن وزارة البترول عن حجم إنتاج مرتفع .. يستمر الاستيراد بوتيرة متسارعة .. ومعه تتصاعد الفواتير التي تثقل كاهل الاقتصاد الوطني والمواطن على حد سواء .

نأمل أن لا تبقى تصريحات الوزارة مجرد شعارات رنانة .. بل تتحول إلى خطط واضحة وقرارات تنفيذية صريحة .. نأمل أن تُخصص الموارد لبناء وتحديث شركات التكرير .. وتعزيز الإنتاج المحلي .. والحد من الاستيراد للبنزين والسولار الذي يُفرّغ خزينة الدولة من الدولارات .

نريد رؤية حقيقية تُخرج مصر من دوامة الوهم الاقتصادي إلى فضاء التنمية والاعتماد على الذات .. نريد أن نشعر بنتائج ثروتنا البترولية في حياتنا اليومية .. لا أن نعيش عبء فواتير مرتفعة ومشروعات معلقة .

الم يحن الوقت لنوقف هذه المهزلة .. مهزلة الاستيراد المستمر للبنزين والسولار في بلد نفطي .. ثرواتنا ليست للعرض الإعلامي بل للمواطن الذي يستحق حياة كريمة ووقودًا يُنتج في وطنه .. وأمانًا اقتصاديًا لا يُقوّضه وهم الاكتفاء المزعوم .. لنعيش حقيقة نستحقها .. لا وهمًا يتكرر كل يوم في فواتير الوقود التي نرفضها

ويجب علينا أن لا نحمل الحكومات وحدها المسئولية .. فدور المواطن في ترشيد استهلاك البنزين والسولار مسؤولية وطنية لا تحتمل التأجيل .. في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجه مصر وازدياد فاتورة استيراد البنزين والسولار .. يظل دور المواطن محورياً في التخفيف من أعباء استهلاك الوقود .. فترشيد استهلاك البنزين والسولار ليس فقط مسؤولية الحكومات أو الوزارات .. بل هو واجب وطني يساهم فيه كل فرد لتحقيق استقرار اقتصادي وبيئي مستدام

في الختام .. دعونا نكون صرحاء .. نحن لا نريد وعودًا تملأ بها الجرائد فقط .. ولا بيانات رنانة تغنيها القنوات .. نريد خطة واضحة شفافة .. تُنفذ على أرض الواقع .. تُعزز الإنتاج المحلي وتحمي الاقتصاد وتريح المواطن .

مصر ليست بحاجة إلى مزيد من الوهم .. بل إلى حقائق تُغير الواقع .. ثروات تُخدم شعبها ..  
ولنجعل من ترشيد استهلاك الوقود رسالة وطنية يتشارك في نشرها وتنفيذها  كل مواطن مصري وطني مسؤول . 
حفظ الله مصر قيادةً وشعباً .




تم نسخ الرابط