اللواء فراج وأوكار الفساد (تقرير)

لا شك أن إدارة الأمن في شركات البترول تلعب دورًا ، تتزايد أهميته يومًا بعد يوم، خاصةً في ظل تنوع أساليب وابتكارات شياطين الإنس لتحقيق أرباح حرام، لأن طرقهم وألاعيبهم لا تنتهي، بل تزداد دقة واحترافية كلما تطورت التكنولوجيا واتسع العالم المفتوح على الإنترنت.
والمثير في هذا الملف أن هذه الفئة كان لها حظ كبير منذ زمن بعيد، مستغلين انشغال القطاع بمشكلات الإنتاج وانخفاضه، والتركيز على تأمين احتياجات البلاد من الغاز والمحروقات، وتحولوا كالكلاب التي تنهش في الجسد الحي .
حالة من الاستنفار تسود بين المواطنين بسبب تصرفات بعض سائقي الشاحنات، الذين يحصدون أرواح الأبرياء بلا ذنب، وتظل مشكلة الشاحنات قائمة في قطاع البترول أيضًا، بسبب سلوكيات يجب تقويمها والضرب عليها بيدٍ من حديد، خصوصًا أولئك الذين يستغلون خبراتهم في سرقة كميات من الوقود من شحناتهم، وبيعها لبعض التجار عديمي الضمير.
ولدينا حوادث مروعة لشاحنات تابعة لإحدى شركات التسويق الكبرى، لم يُعلن عنها، وأُتلفت خلالها الشاحنات بالكامل، ونملك صورها المؤلمة.
هذا الملف من أصعب الملفات التي يواجهها اللواء محمد فراج ، ويجب أن يُفتح بكل قوة وحزم، فلم يعد من المقبول أن تستمر هذه الممارسات في ظل أوضاع اقتصادية غاية في الصعوبة، ومع ارتفاع أسعار المحروقات، وتحمُّل الدولة مليارات الدولارات لتوفيرها.
إن الشركات العاملة في هذا النوع من الأنشطة، والمتعاملة مع احتياجات الجماهير، تحتاج إلى مديري أمن يتحلون بالحزم والخبرة، ويواكبون التطورات التكنولوجية في مراقبة نشاط شركاتهم، يجب أن يكونوا على دراية ووعي تام بما يجري حولهم، فهناك شكوك جدية حول تقصير بعضهم، وابتعادهم عما يحدث خلف ظهورهم من تجاوزات خطيرة.
كما أن سائقي المقاولين يقودون سيارات الشركات دون تصاريح رسمية أو إجراء تحاليل مخدرات، وهي قضية كبرى تم التغاضي عنها لسنوات، حتى استفحلت وأصبحت أشبه بالإمبراطورية .
إن فتح هذا الملف ووضعه تحت أعين المسؤولين واجب مهني ووطني، ونحن في المستقبل البترولي، لن نتوانى عن نشر وعرض ما يصلنا من معلومات، لكشف الحقائق وكافة الملابسات.