الثلاثاء 22 يوليو 2025 الموافق 27 محرم 1447

مجرد رأي..أوقفوا هذه المهزلة فورًا

2076
المستقبل اليوم

يقول الكاتب المسرحي الكبير فرانسوا ماري أرويه، الشهير بلقب “فولتير”: “عندما يذهب كل شيء، لا يبقى للإنسان سوى ثقافته”.والثقافة هنا ليست بمعناها الضيق، المحصور في القصائد أو الكلمات، بل هي طريقة عيش الإنسان مع نفسه ومع محيطه، وسلوكه في المجتمع.

تذكرت هذه المقولة وأنا أتابع تلك المهزلة التي أُطلق عليها زورًا اسم “الجمعية العمومية لصندوق المعاشات التكميلية”، وما أسفرت عنه من قرارات بدت لأول وهلة مبشرة، ثم تبيّن أنها صيغت بدهاء، لتمر تحت أعين الناس، وتُفرض كأمر واقع، شئنا أم أبينا.

ثقافة حب الذات، وطغيان المصالح الشخصية الضيقة على الصالح العام، تُغذي الغضب، وتزرع الفوضى، وتفتح الباب لتبرير كل الأفعال، طالما أن القائمين على الأمر هم أول من يتلاعبون به.

حدث ذلك بوضوح في قرار زيادة مكافأة نهاية الخدمة، الذي حرم كل من خرج قبل “عيد البترول” في نفس العام، من هذه الزيادة، ولو بنسبة جزئية، في حين يعلم الجميع أنها صُممت خصيصًا لتخدم نخبة بعينها، ستُحال إلى التقاعد بعد هذا التاريخ.

وعندما وعد وزير البترول، في ذات الاحتفال، بدراسة قيمة المعاش التكميلي الحالية، فوجئنا مجددًا بتكرار نفس النهج: تغليب مصالح فئة محددة على حساب مئات من الآباء الذين صادفهم “نكد الحظ”، ليشاهدوا أبناءهم يتلاعبون بمصائرهم بهذا الشكل المُهين.

مرّت مهزلة “مكافأة نهاية الخدمة” مرور الكرام، فتمادى المُخططون وأعادوا الكَرّة، وهذه المرة في ملف المعاش التكميلي. ثقافة غريبة، لنفوس لا تعرف الشبع، تضرب عرض الحائط بكل قيم العدالة والمساواة.

وأقول لكل الآباء المظلومين من جشع الأبناء: أنتم تاج على رؤوسنا، ولتذهب أموال الدنيا إلى الجحيم إن مست كرامتكم أو أهانت عزّتكم. لن نسمع منكم استجداءً بأن ما تبقى من العمر قليل، فكلنا أموات… كبارًا كنا أم صغارًا.

لن نطالب الوزير بمبالغ أو أرقام، فهذا لا يليق بهذه الكوكبة النادرة من الرجال. لقد قدمنا مقترحنا، ولن نزيد.

لكن، كل ما نطلبه هو إيقاف هذه المهزلة فورًا، وإحالة تلك القرارات إلى النيابة الإدارية لمراجعة تلك الدراسة الوهمية، والكشف عن أسماء المستفيدين الذين سيخرجون بعد التاريخ المذكور، تأكيدًا على وجود تلاعب واضح، حتى يُرد الحق إلى أصحابه. وانتهى الكلام. والسلام،

#سقراط




تم نسخ الرابط