السبت 02 أغسطس 2025 الموافق 08 صفر 1447

مجرد رأي…التحفيز وشهر الرحيل ودائرة الاختيار

514
المستقبل اليوم

لا شك أن الأخبار الواردة حول النشاط البترولي قليلة في هذه الأيام الحارة، وإن كانت المؤشرات تعطي انطباعًا بوجود بعض التحركات التي من شأنها أن تُحدث دفعة للإنتاج، وخاصة في مجال الغاز. وجاء توقيع اتفاقية التحفيز الاستثماري مع شركتي “إيني” و”البريطانية” خطوة مهمة، رغم عدم نشر أي تفاصيل عن آليات هذا التحفيز.

تكمن أهمية هذه الخطوة في أن زيادة الاستثمار في حقل التمساح تحديدًا يُعد قرارًا موفقًا ورؤية فنية صائبة؛ فهذا الحقل من الحقول القوية جدًا، وكان اكتشافه نقطة تحول نوعية في صناعة الغاز، وهو مرادف مهم لحقل “ظُهر” بعد أن خابت الآمال في احتياطياته. إنها خطوة جيدة على الطريق الصحيح، إذا كان أسلوب التحفيز عادلاً.

وعادة ما يأتي التحفيز في صورة تعديل نسب الاقتسام أو الاسترداد، أو منح الشركاء شحنات محددة للتصدير الخارجي. لكننا لا نعلم أيضًا إن كانت هذه التعديلات قد استوجبت تعديلًا تشريعيًا على قانون الالتزام. كلها أسئلة بلا إجابات، ونتمنى أن يصدر بيان يوضح الكيفية المتبعة في نهج التحفيز الاستثماري الحالي.

ويحل شهر أغسطس ولسان حاله يقول مع الأعشى:ودّع هُريرةَ إن الركبَ مرتحلُ…وهل تطيق وداعًا أيها الرجلُ

ففي هذا الشهر يغادر بعض قيادات القطاع الحياة العملية إلى التقاعد بعد سنوات طويلة من العطاء، وهذه سنة الحياة. بخروجهم ستزداد الأماكن الشاغرة، وجميعها مواقع حساسة تتطلب اختيارات دقيقة تدفع العمل إلى الأمام.

ما زال القطاع بحاجة إلى دفعة كبيرة ونقلة نوعية في مستوى القيادات المختارة، فضلًا عن تعديل نظم الإدارة بالشركات لمواجهة التحديات الراهنة. وعلى الجميع أن يدرك أن اجتماع الوزير مع رئيس المؤسسة الإسلامية للتجارة ربما يمهد لقرض جديد لشراء المواد البترولية، وهو ما يؤكد أننا لا نزال بعيدين عن تحقيق الاكتفاء الذاتي الذي يُفترض أن تسعى شركاتنا لتحقيقه.

وهنا نصل إلى الفصل الأخير في حديثنا: دائرة اختيار القيادات، والتي نعلم جميعًا مدى ضيقها وصعوبتها، بل وربما اهترائها. ومع ذلك، قد يكون هناك مخرج جيد يتمثل في تكليف من أثبت كفاءته من المعاونين برئاسة الشركات أو العمليات – وخاصة الشركات الصغيرة – كمرحلة أولى، على أن يكون هذا التكليف محددًا بمدة (سنتين مثلًا) يتم بعدها، أو حتى قبلها، تقييم مدى نجاحه في الإدارة.

هذا الأسلوب كفيل بإعادة الحماس للعمل، ووضع تلك القيادات الشابة أمام تحدٍ حقيقي لإثبات الذات، وهو المطلوب في الوقت الحالي.

أيام ساخنة، وأحداث أكثر سخونة، واحتياجات متزايدة، ومصالح تتشابك في تعقيد. ذلك هو ملخص ما نعيشه هذه الأيام.والسلام،

#سقراط




تم نسخ الرابط