الأربعاء 20 أغسطس 2025 الموافق 26 صفر 1447

ن النسوة: هند صالح…سيدة السلامة في قطاع البترول

560
المستقبل اليوم

لسنوات طويلة ظل البعض ينظر الى العمل الفني داخل قطاع البترول ، على انه حكر على الرجال، ووسط كل هذا برزت اسماء عديدة لشخصيات نسوية منهن من تقلدت اعلى المناصب.

الكيميائية هند صالح نصر ، واحدة من الاسماء التي برزت كواحدة من الاستثناءات داخل هيئة البترول، فهي لم تكتفِ بأن تكون موظفة في مكان ضخم مثل الهيئة المصرية العامة للبترول، بل جعلت من نفسها صوتًا.

منذ بدايتها عام 2000، حين التحقت بالهيئة ككيميائية في إدارة البيئة والأمن الصناعي، حملت معها ما هو أكثر من شهاداتها العلمية؛ حملت قناعة راسخة أن السلامة ليست مجرد تقارير تكتب، بل ثقافة ورسالة وأمانة لا تقبل التهاون.

حصلت هند صالح على بكالوريوس العلوم في الكيمياء الخاصة من جامعة الأزهر، ثم دبلومة مهنية في الهندسة البيئية من الجامعة الأمريكية بالقاهرة، وجمعت حصيلة علمية راسخة مكّنتها من الجمع بين دقة الكيميائي وفكر المهندس.

على مدى أكثر من ربع قرن، تدرجت هند في السلم الوظيفي، حتى بلغت منصب مدير عام حماية البيئة بالهيئة المصرية العامة للبترول عام 2018. وفي هذا الموقع، كانت مسؤولة عن مراجعة كل مشروع جديد في القطاع من منظور بيئي وسلامة، وإصدار الموافقات الرسمية، فضلًا عن متابعة خطط الإصحاح البيئي للمشروعات القائمة. أما ملف إدارة المواد والمخلفات الخطرة، الذي يُعد من أكثر الملفات حساسية، فقد تعاملت معه باحترافية ودقة، لتجعل من الهيئة مرجعًا في هذا المجال.

لكن مسيرتها لم تقف عند حدود التقارير؛ فقد شاركت ميدانيًا في تقييم الأثر البيئي لمشروعات البترول الكبرى، من آبار استكشافية ومحطات غازية وخطوط أنابيب، وأسهمت في وضع قائمة النفايات الخطرة لقطاع البترول بالتعاون مع جهاز شؤون البيئة، كما ساعدت في تطوير مؤشرات الأداء البيئي (KPIs) التي أصبحت معيارًا تقيس به الشركات التزامها بالسلامة والاستدامة.

إلى جانب ذلك، تولت مواقع قيادية أخرى مثل مقرر لجنة إدارة المقاولين بالهيئة، ورئاسة لجنة التحول إلى الطاقة، لتربط بين ملفات السلامة والاستدامة والطاقة المتجددة في مرحلة دقيقة كان فيها القطاع يسعى لمواكبة سياسات الدولة في خفض الانبعاثات. وفي مايو 2025، جاء انتقالها إلى شركة بريتش بتروليوم (BP) كإعارة، ليؤكد مكانتها كخبيرة يعتمد عليها محليًا ودوليًا.

زملاؤها يصفونها بأنها امرأة صارمة في المبادئ، مرنة في التعامل؛ فهي لا تفرض القوانين بحدتها، بل تسعى دائمًا إلى إقناع الآخرين بأن الالتزام البيئي والالتزام بالسلامة هما الضمانة الحقيقية لاستمرار العمل وحماية حياة العاملين. وفي هذا المعنى، غدت هند صالح نصر ليست فقط مسؤولة تنفيذية، بل قدوة فنية وإنسانية في قطاع طالما هيمن عليه الطابع الذكوري.

اليوم، بعد أكثر من 25 عامًا من العمل، يمكن القول إن هند صالح قد رسّخت صورتها بشكل يؤكد انها امرأة فنية، خبيرة في البيئة والسلامة، وقيادية أثبتت أن المسؤولية لا تُقاس بالنوع، بل بالكفاءة والإخلاص والإيمان بالرسالة.




تم نسخ الرابط